|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأصحاح السابع في بيت رعوئيل كشف هذا الأصحاح عن قُدسية هذه الأسرة المباركة: أولاً: سارة هي أول من اِلتقت برئيس الملائكة وطوبيا في زيارتهما كضيفين لدى أسرة رعوئيل. هذا يكشف عن أن ما حلّ بها بسبب موت السبعة رجال الذين تقدَّموا للزواج بها لم يكن له تأثير على نفسيتها، وأيضًا التعييرات المُرَّة التي صدرت من جواري أبيها قد دفعتها للصلاة لله عوض أن تتحطَّم وتُعانِي من الكآبة وعدم الرغبة في اللقاء مع أحدٍ. ثانيًا: شاركت سارة والديها في حزنهما على طوبيت، إذ سمعوا عن فقدانه بصره. ثالثًا: أقاموا وليمة لهذين الضيفين بسخاءٍ وفرح. رابعًا: طلب طوبيا من رئيس الملائكة المتخفّي أن يُفاتِح الأسرة بخصوص رغبته في الارتباط بسارة. لقد اعتبر طوبيا الشاب هذا المُرشِد المتخفّي أشبه بالأخ الأكبر أو في مركز والده، فقدَّمه ليتكلم عنه في أمرٍ شخصي يمسّ حياته وهو الزواج بسارة. خامسًا: ظهرت حكمة رعوئيل أنه لم يتحدَّث عن العروسين الغرباء بكلمة سيئة ليُبَرِّر موقف ابنته، بل تحدَّث في اختصار وبصراحة ما حلّ بابنته ليلة زفافها دون أن يُخفِي شيئًا عما حدث مع ابنته. سادسًا: حرص رعوئيل ألاَّ يُفسِد جو هذا اللقاء، بل قال لطوبيا: "كُل واشرب وافرح" فإن كان ما حلّ بالأسرة مُرّ للغاية، وأمر غريب لم يُسمَع عنه من قبل مع أية أسرة أخرى، لكنه أَكَّد لطوبيا أنه لا يبخل عليه بتقديم ابنته زوجة له، وفي نفس الوقت لا يريد أن يخفي شيئًا عنه. سابعًا: اتَّسم رعوئيل وزوجته حنة بالإيمان بالله إله المستحيلات. أَكَّد رعوئيل لطوبيا: "خذها الآن بحسب الشريعة، فأنت قريبها، وهي ملك لك. والله الرحوم يُفلح طريقكما ويهبكما ما هو صالح. كما قالت حنة وهي ترى ابنتها تبكي عند دخولها مع طوبيا حجال العُرْسِ: "تشجعي، فسيعطيكِ ربّ السماء والأرض نعمة عوض حزنك هذا، تشددي يا ابنتي" [17]. تسليم الأب ابنته زوجة لعريسها: لا زال هذا الطقس [12] قائمًا في الطقس القبطي وبعض الكنائس الأخرى. 1. لقاء حار [1- 8] ولما جاءا إلى أحمتا (أكباتانا Ecbatana) إلى بيت رعوئيل، التقت سارة بهما ورحَّبت بهما، وبعدما سلَّموا على بعضهم البعض، أدخلتهما البيت [1]. قال رعوئيل لزوجته عدنا Edna: ما أشبه الفتي بابن أخي [2]. سألهما رعوئيل: "من أين أنتما أيها الأخان؟"، فقالا له: "من بني نفتالي، من المسبيين بنينوى." [3] قال لهما: "أتعرفان طوبيت أخانا؟"، أجاباه: "نحن نعرفه" [4]. سألهما: "هل هو بخير؟"، فقالا: "إنه حي بصحةٍ جيدة ٍ". وقال طوبيا: "إنه أبي" [5]. أسرع رعوئيل وقبَّله وبكى [6]. ثم باركه وقال له: "أنت ابن رجل فاضل وصالح". وإذ سمع أنه فقد بصره حزن وبكى [7]. وبكت أيضًا عدنا زوجته وسارة ابنته، ثم رحَّبا بهما بشوقٍ [8]. واضح أن رعوئيل وزوجته عدنا كانا يعرفان طوبيت قريبهما، لكنهما لم يكونا يعرفان أن لهما ابن يُدعَى طوبيا. ذهب طوبيا مع رئيس الملائكة المُتخفّي إلى بيت رعوئيل، أي رعاية الله، وذلك في مدينة راجيس بميديا، والتقيا بسارة غالبًا عند مدخل البيت. في هذا اللقاء الحار نلاحظ الآتي: أولاً: خروج سارة بسرعة لتلتقي بهما يكشف عن شخصيتها السوية، فإن ما حلّ بها كان كفيلاً بتحطيمها تمامًا وإصابتها بحالة من الاكتئاب، فلا تريد الالتقاء بأحدٍ. على الرغم من تقدُّم الثقافات في العالم وانفتاح البشرية على بعضها البعض إلا أن الكثيرين سواء من المُثقَّفين أو المتخلِّفين ثقافيًا يعانون من الإصابة بحالات اكتئاب مُزمِنة، تدفع الإنسان إلى الانزواء واليأس مع التذمُّر، ويُعَلِّلها البعض بسبب الأمراض المزمنة أو الكوارث الصعبة أو الفشل الدراسي أو التخمة الزائدة أو المعاملات الجافة في الأسرة أو مشاكل العمل إلخ.. أما سارة فمع ما حلّ بها -وهي تبدو حالة فريدة- جعلت جواريها يعيرونها، وأُغلق الباب على تقدم أحد ليتزوجها، لكنها لجأت إلى الصلاة، وتمتَّعت بابتسامة لطيفة لمن يقرع باب البيت. ولعل من العوامل التي ساعدتها على التغلُّب على التجربة سلوك والديها اللذين كانا محبين لإضافة الغرباء بانفتاح قلبيهما، فخلقا جوًا صحيًا للأسرة كلها. ثانيًا: ماذا رأى رعوئيل في الشاب طوبيا ليقول: "ما أشبه الفتي بطوبيت ابن أخي؟ هذا الفكر الذي سيطر على رعوئيل لم يكن من فراغ، وإنما ثمرة ما لاحظه على هذا الفتى: أ. ربما جاء هذا الفكر لأنه رأى في شكل طوبيا وملامحه صورة لطوبيت ابن أخيه حين كان شابَا. ب. لم يقف الأمر عند الملامح الجسدية لطوبيت وطوبيا، إنما لاحظ على تصرُّفاته أنها تطابق تصرُّفات أبيه، وتكشف عنه أنه إنسان الله. يرى القديس إكليمنضس السكندري في كتابه "المُرَبِّي Pedagogus" أن إنسان الله يُعرَف من طريقة حديثه، بل ومن طريقة مشيه متى كان في رفقة شيخ، ومتى كان في رفقة شاب، وأسلوبه أثناء الطعام، وضحكه وابتسامته وملابسه، وطريقة ترحيبه بالآخرين، ونوع الموسيقي التي يستريح لسماعها إلخ.. هكذا قيل عن بطرس: "أنت جليلي، لغتك تُظهِرك" (مت 25: 73؛ مر 14: 70). ليت السمائيون يتطلعون إلينا، ويرون مسحة الربّ على إنساننا الداخلي فيفرحون، لأننا أيقونة السماوي ولنا سمات شبه سماوية! يُقَدِّم لنا القديس أمبروسيوس صورة رائعة عن شخصية رعوئيل، فإن كان طوبيت اتَّسم بحُبِّه للعطاء وخدمته لشعبه خاصة دفنه للقتلى المطروحين في الشوارع والساحات، فإن رعوئيل يعتبر نموذجًا رائعًا للحياة المقدسة الفاضلة. يمكننا أن نستنتج مما ورد في هذا السفر لمسات من فضائل هذا الرجل. أولَا: أسلوب استقبال ابنته لضيفين غريبين لم تكن تعرفهما. ثانيَا: إقامة وليمة لهذين الضيفين قبل أن يتعرَّف عليهما. ثالثًا: محبته واستضافة الغرباء. من بركة إضافة الغرباء، استقبل إبراهيم الرب نفسه وملاكين، واستضاف لوط ملائكة. واستقبل رعوئيل رئيس ملائكة كما استقبل طوبيا زوجًا لابنته حلَّ مشكلتها. 2. اتفاقية زواج على المائدة [9- 14] وذبحوا كبشًا من الغنم، ووضعوا صحافًا (أطباق للمائدة) كثيرة. قال طوبيا لرافائيل: "تكلم يا أخي عزريا بما عرضته في الطريق، وليتحقق الأمر" [9]. ففاتح رعوئيل الأمر، وقال رعوئيل لطوبيا: "كل واشرب وافرح، فحسن لي أن تتزوج ابنتي. إلا أنه يجب أن أخبرك بالحقيقة [10] لقد أعطيت ابنتي لسبعة رجال، وما أن دخلوا عليها ماتوا في نفس الليلة. والآن فلتفرح!" أجابه طوبيا: "لا آكل شيئًا ما لم تُقِيموا معي اتفاقية." عندئذ قال له رعوئيل: "خذها الآن بحسب الشريعة، فأنت قريبها وهي لك. والله الرحوم يُفلح طرقكما ويهبكما ما هو صالح" [11]. عندئذ دعا ابنته سارة، وأخذها بيده وأعطاها لطوبيا زوجة، وقال له: "هوذا استلمها بمقتضى شريعة موسى، وأمضِ بها إلى أبيك". ثم باركهما [12]. واستدعى زوجته عدنا، وجاءت بالصحيفة وكتبوا العقد وختموه [13]، وبدأوا يأكلون [14]. تسليم الزوج عروسه من يد والدها، يشير إلى أن مسرَّة الابنة أن تجد حب والدها ورعايته لها تتجلَّى في سلوك عريسها، فقد صار مسئولاً عن كل احتياجاتها الروحية والنفسية والمادية، بكونه الرأس الذي يُشبِع احتياجات الجسد، ويحتاج الرأس إلى اهتمام الجسد. بحسب الشريعة إذ كانت سارة ابنة وحيدة بلا أخ أو أخت فهي الوارثة الوحيدة لوالديها. إنها وارثة غنية، ورثت عن والديها ما يُشِير إليه اسمهما وهو عون الله ومسرَّته أو رضاه. فرعوئيل يعني رعاية الله أو عون الله، وعدنا تعني "مسرة". هل يستطيع الشيطان أن يقتل؟ وما هو مدى سلطانه على الإنسان خاصة المؤمن؟ 1. قال السيد المسيح عن الشيطان إنه "كان قتالاً للناس منذ البدء" (يو 44:8). ألم يغوي آدم في الخطية، فمات روحيًا، وورث عنه كل نسل آدم الفساد كثمرة الخطية، وإن كان كل إنسانٍ مسئول عن خطيته الشخصية كما يقول القديس أثناسيوس. 2. حينما كان الشيطان يُجَرِّب أيوب، كان الله يُحَدِّد له حدود التجربة لكيلا يتعدَّاها. فقال الله للشيطان: "ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه" (أي 6:2). لولا هذا الحد الذي وضعه الله للشيطان لكان قد قتله. 3. قتلت الأرواح الشريرة قطيع الخنازير وأهلكته (مت 32:8). 4. كان الشيطان يلقي بالبشر في النار والماء (مت 15:17). وهو يهيج الحروب فيموت الكثيرين. 5. أصابت الأرواح الشريرة أولاد سكاوا بجراح حتى هربوا عراة (أع 16:19). 6. سلطان الشيطان هو على "الذين يتغرَّبون عن الله من قلوبهم ويتفرَّغون لشهوتهم" (طو 6: 16، 17). ولم يكن له سلطان على طوبيا وسارة اللذين نفَّذا كلام الملاك. ولذلك نفى الملاك الشيطان إلى برية مصر في المرتفعات حيث كانت العبادات الوثنية منتشرة. وكأن الملاك حرَّر طوبيا وسارة تمامًا من إبليس وعبوديته، فلم يصر للشيطان أي سلطان عليهما. يقول السيد المسيح: "أعطيتكم سلطانًا أن تدوسوا الحيات..." 7. كان الشيطان يقبض على كل النفوس بعد موتها ليأخذها إلى الجحيم، وأول نفس لم يستطع أن يفعل معها هذا هو السيد المسيح، الذي قال: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو 30:14). فالمسيح لم يقبل خطية واحدة من يده. والآن كل مؤمنٍ حقيقي يستطيع في المسيح أن يقول: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء". نجد هنا في هذه الآيات نفس الطقس الحالي في سر الزواج: [1] سؤال كل من العريس وعروسه هل يقبل كل منهما الآخر. [2] يُسَلِّم الأب ابنته لعريسها. [3] يبارك الأب (وهو يُمَثِّل الكاهن هنا) الزواج باسم الله. [4] كتابة عقد أو وثيقة زواج. [5] إقامة وليمة فرح. [6] تخصيص مخدع مستقل (يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته). [7] وبارك الكل الله بعد الوليمة بلا رقصٍ ولا خلاعةٍ لذلك يباركهم الله. الله ليس بظالمٍ، إذ لا ينسى تعب المحبة، كافأ رعوئيل على محبته لاستضافة الغرباء، فتأهَّل أن يستضيف رئيس الملائكة وهو لا يعرفه، كما حدث مع إبراهيم خليل الله الذي استضاف الرب ومعه ملاكين (تك 18: 1-8). يرى البعض أن "رعوئيل" تعني "صديق الرب"، وقد تشبَّه بإبراهيم "خليل الله". بروح الحب والاعتزاز برئيس الملائكة المُتخفّي، طلب طوبيا منه أن يُفاتِح رعوئيل في أمر زواجه بسارة [9]. لقد حسب الأجير عزريا أخًا كبيرًا له وقائدًا ومرشدًا له يحتل مركز والديه في أموره الخاصة مثل الزواج. هنا يُقَدِّم لنا رئيس الملائكة درسًا عن دور الوالدين في تدبير شئون أبنائهم الناضجين، خاصة الزواج. فمع معرفة رئيس الملائكة أن الله عيَّن سارة زوجة لطوبيا قبل تأسيس العالم، غير أنه ترك المجال لطوبيا أن يطلب بنفسه سارة، وأن يدخل في حوار محبة مع رعوئيل. كان رعوئيل أمينًا ومخلصًا تحدث عن السبعة أشخاص الذين ماتوا في زفافهم بسارة ابنته، وفي نفس الوقت بادره طوبيا أن يتزوج بها. لم يطلب رعوئيل ما هو لنفسه بل ما هو للغير (1 كو 13: 5). فالمحبة هي إنكار للنفس أو إماتة اللذات ليحل الله مكانها. المحبة لا تطلب ما لنفسها بل ما هو للآخرين. لذلك من يحب يفرح ويسرّ لنمو الآخرين روحيًا وجسديًا، ويشتاق لو أمكنه أن يتخلَّى عن كل ما اكتسبه من بركات أرضية وسمائية لأجل إخوته. فيوناثان لما أَحَبّ داود (1 مل 1:18)، كان يشتهي أن يرى إكليل أبيه شاول على رأس داود أكثر مما يشتهي أن يراه على رأسه هو، إذ قال له: "أنت تملك على إسرائيل وأنا أكون معك ثانيًا" (1 صم 17:23). والأم إذ تحب أولادهما تشعر أن نجاحهم وحصولهم على شهادات دراسية هو نجاح لها شخصيًا. عندما أراد يشوع بن نون أن يردع الشيخين أليداد وميداد، لأنهما كان يتنبآن وهما في المحلة، دُعيا ولم يأتيا إلى موسى. أجابه موسى: لا أستطيع أن أردعهما، لأن هذه النعمة من السماء! إنك تغار لي لأنهما يتنبآن وأنت لا تتنبأ إلى الآن؟! انتظر الوقت المناسب. يا ليت كل شعب الرب يكونون أنبياء حين يجعل الرب روحه عليهم (عدد 11: 29 إلخ..) أبرز القديس أمبروسيوس تقوى رعوئيل الذي ما كان يشغله هو راحة الآخرين أكثر من راحته لنفسه. فإذ علم أن طوبيا يود أن يتزوج ابنته سارة، لم يطلب منها ومن زوجته ألاَّ يشيرا إلى ما حدث مع الرجال الذين سبق أن تقدموا للزواج منها وأهلكهم الشيطان أسموديوس [1]Asmodeus (اسم أحد الآلهة الفارسيين) يقتلهم في ليلة زفافهم قبل معاشرتها. لقد تكلم بكل أمانة عما حدث، مُفَضِّلاً أن تبقى ابنته غير متزوجة عن أن يموت طوبيا. * رسم طوبيت بطريقة واضحة الفضيلة الحقيقية في حياته، حينما ترك الوليمة وقام بدفن الميت (طو 2: 4)، ودعا المحتاجين إلى مائدته الفقيرة. وأيضًا جاء رعوئيل مثالاً واضحًا (للفضيلة). فبالنسبة له ظهرت الفضيلة عندما طُلِبَت ابنته للزواج لم يلتزم بالصمت بخصوص ما حلّ بابنته، لئلا يبدو أنه بصمته ينال ما هو أفضل. لذلك عندما سأله طوبيا بن طوبيت طالبًا منه ابنته أجابه أنه حسب الناموس يلزم أن تُعطَى لمن هو قريب لها، لكنها أُعطِيت (لسبعة رجال) وجميعهم ماتوا (طو 7: 11). هذا الإنسان كان يخاف على الآخرين أكثر من خوفه على نفسه. وحسب أنه من الأفضل أن تبقى ابنته غير متزوجة عن أن يتعرَّض أحد آخر للخطر بسبب الاتحاد معها . القديس أمبروسيوس 3. إعداد حجال العُرْس [15-17] استدعى رعوئيل عدنا زوجته، وقال لها: "أَعدّي يا أختي حجرة أخرى، وأدخليهما فيها [15]. فعلت ما قاله لها ودخلت بها هناك. عندئذ بكت سارة، فمسحت عدنا دموع ابنتها، وقالت لها: [16] "تشجَّعي، فسيُعطيك ِربّ السماء والأرض نعمة عوض حزنك هذا، تشددي يا ابنتي [17]. كان الموقف خطيرًا للغاية، فالفتاة ارتعبت، لأن هذا الرجل هو الثامن الذي يدخل عليها كزوجٍ. حتمًا بينما كانت الأم تُعِدّ حجال العُرْسِ، كانت سارة تخفي دموعها خشية أن يقتله الشيطان أسموديوس Asmodeus كما قتل الأزواج السابقين. أما عدنا فبكت لكنها شجَّعت ابنتها وقامت بالصلاة عنها ومباركتها، وكررت لها النصيحة: "تشددي أو تشجعي" مرتين. الرائع في سفر طوبيا أنه سفر الصلاة والتسبيح لله القدير والمُخَلِّص في الشدائد كما في الأفراح. طوبيا الزوج الثامن: رقم 8 كما نَعْلَم يشير إلى الحياة السماوية، فقد تعهَّد إبراهيم أن يختن الذكور من نسله في اليوم الثامن من ميلادهم إشارة إلى المعمودية التي تهبنا ميلادًا سماويًا فنُحسَب أولاد الله السماوي. وافتتح السيد المسيح عظته على الجبل بثمانية تطويبات كي ننعم بالحياة السماوية المُطوّبة. والسيد المسيح قام في يوم الأحد أي اليوم الأول من الأسبوع الجديد والثامن من الأسبوع السابق، ليهبنا الحياة السماوية المُقامة. وطوبيا كرمز للسيد المسيح كان الرجل الثامن الذي طرد الشيطان المُهلِك وأقام أسرة جديدة تحمل الرائحة السماوية. من وحي طوبيت 7 أرسله والده ليأتي بوديعة الفضة، فعاد إليه بعروس لا تُقَدَّر بثمنٍ! * اشتهى طوبيت أن يسترد ابنه وديعة الفضة، حتى لا يحرمه الفقر من ممارسة العطاء وأعمال البرّ.أراد أن يتمتَّع ابنه ببركة الصدقة والاهتمام بالمحتاجين. تهلل إذ رافقه رئيس الملائكة المتخفي، ووثق أنه سيعود حاملاً أكياس الفضة العشرة. تشتهي يا مخلصي أن أقتني وصاياك الفضة المصفاة في بوتقة (مز 12: 6). لم تُرسِل لي ملاكًا أو رئيس ملائكة يقودني. وهبتني روحك القدوس. الذي وهبني التبني لأبيك القدوس. يُجَدِّدني كل صباح ويُقَدِّس أعماقي. فأصير أيقونتك وأتأهَّل للعُرْسِ السماوي. * وهبتني أن أشترك في تناول جسدك ودمك. أدخل إلى حجال العُرْسِ،فأسمع صوتك الحلو يدعوني إليك: "ها أنا أعطيك سلطانًا أن تدوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19). "كلكِ جميل يا حبيبتي، ليس فيكِ عيبة" (نش 4: 7). "أختي العروس، جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 12). "أنتِ جميلة يا حبيبتي كترصةٍ حسنة كأورشليم مرهبة كجيشٍ بألوية" (نش 6: 4). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رعوئيل يحفر قبرًا [10- 14] |
رعوئيل المكرم |
رعوئيل المكسور |
رعوئيل الكريم |
يثرون/ رعوئيل |