|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عُرْسٌ دائم لا ينقطع هذه الوصايا التي قدَّمها رئيس الملائكة لطوبيا، في جوهرها أن يسلك طوبيا مع زوجته سارة في حياة داخلية سرّية، تجعل عُرْسَهما دائم التهليل والفرح بلا انقطاعٍ. من يُرَكِّز على أعماقه، يرى ملكوت الله في داخله (لو 17: 21). ينمو ملكوت الله فيه، أو ينمو العروسان في الملكوت الذي في داخلهما. أذكر قصتان إحداهما في الاسكندرية والأخرى في ملبورن بأستراليا. الأولى في زيارتي لأسرة وجدت ضيفًا قادمًا من القاهرة، سألني إن كنتُ أَقْبَل اعترافه لأنه بعيد عن أب اعترافه. وجاء مُلَخَّص اعترافه، أن زوجته توفت منذ 27 عامًا، وأنه طوال حياته لم يختلف معها قط. وكان كل منهما يرشم الطرف الآخر بالصليب عند خروجه من البيت. بقيت حياتهما في حبٍ وسرّية، لأنهما مشغولان بمجد الله في الأسرة. أما الثانية فشاب كان على اتصالٍ دائمٍ بي بملبورن أستراليا، وقد تزوَّج منذ 15 عامًا عند زيارتي له. طلب مني كلمة منفعة، فقلت له: أطلب منك ألاَّ تنام في أية ليلة وأنت متضايق من زوجتك. دُهِش من كلماتي وقال: لي خمسة عشر عامًا معها لا أذكر يومًا ما أني تضايقت منها لمدة دقيقة واحدة، ولا هي تضايقت مني... ثم ختم حديثه بقوله: إن كان أحد الطرفين عاقلاً لا يحدث خلاف أو ًمضايقة بينهما قط. سرّ محبتهما وسلامهما هو تركيز نظرهما على ملكوت الله الذي يُقِيمه ربّ المجد داخلهما. لقد تدرَّبا في حياتهما قبل الزواج ألاَّ ينشغلا بشيءٍ سوى التصاقهما بالربّ. هذا يتحقَّق إن كنا نرى في داخلنا الكنز السماوي، أي ملكوت الله، ولا يشغلنا شيء من الزمنيات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|