|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا وراء قصة السمكة؟[2] أولاً: السمكة التي ذُبِحَت ليأكل منها طوبيا، ويطرد بكبدها وقلبها الشيطان المقاوم لسارة بلا عودة، وبمرارتها فُتحِت عينا طوبيت، تشير إلى عمل مسيحنا المصلوب في حياة المؤمنين. في الكنيسة الأولى، كانت السمكة أكثر الرموز تفضيلاً واستعمالاً، وهي تحمل معانٍ متعددةٍ، نذكر منها الآتي: أ. ترمز السمكة لمؤمني الله، ففي (مت 13: 7؛ لو 5: 4-10) استخدمها الرب نفسه رمزًا لشعبه. وعندما دعا تلاميذه قال لكلٍ منهم: "اتبعني فإني أجعلكم صيادين للناس". في هذا المعنى يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [السيد المسيح يصطادنا كما بسنارة لا ليقتلنا وإنما لكي يقيمنا أحياء بعد أن نموت.] ويتحدث القديس غريغوريوس النزينزي عن الشهداء: [إنهم يعتمدون خلال دماءهم، أما بقية المسيحيين فهم كالسمكة تكفيها مياه المعمودية .] ب. ترمز السمكة للسيد المسيح، فقد كتب العلامة أوريجينوس : [يُدعَى المسيح مجازيًا بالسمكة]، كما يقول العلامة ترتليان: [نحن السمك الصغير بحسب سمكتنا يسوع المسيح قد ولدنا في المياه، ولا نكون في أمان بطريقٍ ما غير بقائنا في المياه على الدوام .] ويقول: القديس أغسطينوس: [السمكة التي خرجت حية من النهر إلى طوبيا والتي تألم قلبها وكبدها وبهما طُرِد الشيطان أسموديوس هي رمز للمسيح الذي بمرارة الصفراء (التي يفرزها الكبد) شُفِي الأعمى .] وعندما اعتزل بونوسوس Bonosus صديق القديس جيرومإلى دير في جزيرة كتب إليه القديس يقول: [إلى بونوسيوس، ابن السمكة (يسوع المسيح)... الذي يطلب على الدوام أن يقطن المناطق المائية .] وقد لمَّح القديس أغسطينوس إلى هذه الحقيقة بقوله إن السيد المسيح يُدعَى سمكة، لأنه قادر أن يعيش في هاوية هذا الموت كما في أعماق المياه، بدون خطية . دُعي السيد المسيح هكذا لأن الحروف اليونانية لكلمة سمكة هي ІXθΥΣ وهي تحوي الحروف الأولى للكلمات XΡΙΣTΟΣ θΗΟΥ ΥΙΟΣ ΣΩTΗΡ ΙΗΣΟΥΣ أي يسوع ابن الله المخلص. وفي التلمود دعي المسيا "سمكة". ولا ننسى أن السمك هو إحدى العنصرين اللذين قدَّمهما الرب طعامًا للجماهير ليُشبِعهم (يو 6: 1-14) رمزًا عن نفسه طعام الحياة. ثانيًا: أرسل الله رئيس الملائكة رافائيل كطبيبٍ يشفي ما حلّ بعائلتي طوبيت ورعوئيل. أ. يشفي سارة المتأزمة نفسيًا بسبب ما حلّ بالسبعة رجال الذين تقدَّموا للزواج منها، فيقوم الملاك بطرد الشيطان المُهلك أَسموديوس Asmodeu، إلى غير رجعة، وذلك بتقديم صلواتٍ وبخورٍ مع دخان كبد السمكة وقلبها. حرق قلب السمكة وكبدها مع تقديم صلوات، ليس من أعمال السحر، إنما لتأكيد أن الشياطين التي لا أجساد لها كي تتأثَّر برائحة الدخان، يظهر ضعفها الشديد أمام صلوات المؤمنين، ولا تحتمل رائحة المسيح الذكية فيهم. ب. ينزع عن سارة مرارة نفسها التي حلًّت بها بواسطة جواريها، ومن نظرة أهل المدينة إلى لغز قتل المُتقدِّمين للزواج منها. ج. يشفي طوبيت من العمى الذي أُصيِب به، فعجز عن الاهتمام باحتياجات شعبه في أرض السبي، خاصة دفن المقتولين المُلقي جثاميهم في الشوارع والساحات. د. عالج نفسية عائلتي طوبيت ورعوئيل. إذ حقَّق للعائلتين قدرتهما على حفظ الشريعة. وذلك بزواج طوبيا من سارة قريبته، والاثنان من سبط نفتالي. فعائلة طوبيت كانت تشتهي زواج طوبيا من إحدى قريباته من نفس السبط حسب الشريعة. وكان هذا الأمر يبدو صعبًا وهم في نينوى. وفي نفس الوقت كانت الشريعة تُلزم ألا تتحوَّل إمكانيات أسرة من سبطٍ إلى سبطٍ آخر. ولم يكن لدى أسرة رعوئيل ابنًا يرثهما، ولا تزوجت سارة من أحد أبناء السبط لحفظ ميراث عائلة رعوئيل في ملكية سبط نفتالي. هـ. تتطلع الكنيسة إلى رئيس الملائكة رافائيل أنه شفيع المرضى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|