|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقاء حار بين طوبيت والمُرشِد الملائكي [9- 16] فَمضى وقال لأبيه: "انظر! قد وجدت من يمضي معي. "فقالَ له أبوه: "اُدْعه إليّ فأَعرِفَ مِن أَيِّ سِبْطٍ هو، وهل هو أَمينٌ لِكَي يُرافِقَكَ" [9]. فدَعاه ودخل وسلَّم أحدهما على الآخر [10]. فقال له طوبيت: "أخي، أخبرني من أي سبط ومن أية عشيرة أنت؟" [11] أجابه: أتسأل عن سبط أو عشيرة أم عن أجير يذهب مع ابنك؟ أجابه طوبيت: "أريد يا أخي أن أعرف شعبك واسمك [12]. عندئذ قال: "أنا عزريا بن حننيا العظيم، من إخوتك" [13]. قال له: "مرحبًا بقدومك يا أخي ولتكن سالمًا! ولا تغضب عليّ لأني سألتك عن سبطك وعشيرتك لأعرفهما. فأنت قريبي من شعب عريق خيّر. وأنا أعرف حننيا ويوناثان ابني شمعي العظيم عندما كنا نمضي معًا لنسجد في أورشليم، ونُقَدِّم البكور وعشور المحاصيل. وهما لم يضلا فيما ضلّ فيه إخوتنا، فأنت يا أخي من أصلٍ عريق [14]. وإنما أخبرني ماذا أعطيك من أجرٍ؟ هل دراخمة كل يومٍ بخلاف احتياجاتك أنت وابني [15] وعندما ترجعان سالمين سأعطيك أجرك وزيادة" [16]. ماذا وراء هذا اللقاء الحار بين طوبيت التقي ورئيس الملائكة؟ ولماذا أورد السفر شيئًا من تفاصيل ما حدث في هذا اللقاء؟ أولاً: يرى البعض أن رئيس الملائكة إذ ظهر كإنسانٍ، أخذ نفس شكل عزريا، ولهذا دعا نفسه باسم من أخذ شكله. لم يتوقَّع طوبيت أن الذي أمامه ملاك، لهذا لم يسأله إن كان إنسانًا أم ملاكًا. لقد تعامل الملاك معه كإنسانٍ حتى لا يرتعب أحد منه. تظاهر رئيس الملائكة رافائيل باسم عزريا بن حننيا العظيم. الاسم الذي ذكره الملاك هنا هو تعبير عن الرسالة التي سيقوم بها. فعزريا تعني "الله يساعد"، وحننيا تعني "الله حنان"، وهما سمتا الملاك المرسل من الله، أو عون الله المرتبط بحنانه نحو بني البشر. وقوله "العظيم" يعود على يهوه. والمعنى أنا خادم الله العظيم الذي من حنانه أرسلني لأُقَدِّم لكم حنانه خلال خدمة عظيمة. الله العظيم بحنانه سيشفي طوبيت، وينقذ سارة، ويطرد الشياطين ويفنيهم. حقًا فالله لا يبقى مديونًا. لقد خدم طوبيت الله، فردّ له الله أضعاف مضاعفة. ثانيًا: قال عن نفسه إنه من بني إسرائيل ومن سبط نفتالي وأنه نزل عند أخيه غابيلوس، يعني أنه مُكَلَّف بحراسة شعب الله في هذا المكان، وأنه أتى من عندهم. (دا 12:10، 13، 20؛ خر 20:23). ومن ضمن الذين كان يقدم لهم خدمات غابيلوس، لذلك قال: "كنت نازلاً عند أخينا غابيلوس". على الرغم من أن الملاك طمأن طوبيا الشيخ بأنه سيرافق ابنه في الطريق التي يعرفها جيدًا والعودة به سالمًا، إلاّ أن الشيخ رغب في معرفة سبط الرفيق وعائلته، وهي عادة قديمة مازالت منتشرة حتى اليوم، وهي الرغبة في معرفة البلد والعشيرة التي ينتمي إليها الشخص ولا سيما أن هناك ما كان يربط الطرفين مصالح مُعَيَّنة، عسى أن يكون ذا قرابة فتستريح بذلك القلوب . ثالثًا: كانت العادة قديمًا، في مثل تلك الحالات، هي أن يأخذ الدليل أجرًا يتَّفِق عليه نظير الرحلة كلها، أو يُعطى أجرًا يوميًا بالإضافة إلى معيشته (طعام وشراب...). أمّا نحن ففي غربتنا هذه يصبح الله هدفنا والكتاب المقدس رفيقنا وسير الآباء وأقوالهم علامات الطريق. سُرّ طوبيت بأن طوبيا ابنه سيكون في رفقة شخصٍ أمينٍ يرافقه في الرحلة، ويعود الاثنان بسلام [15]. وسُرّ الآب أن يرسل ابنه الوحيد لكي يكون في صحبة المؤمنين به، يُقَدِّم لهم الخلاص ويصعد بهم إلى الأحضان الإلهية في السماء، ويصيرون "ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يطلب طوبيت: "اذكرني"، لا بمعنى أن الله قد نسي طوبيت |
صلاة السلام الملائكي ب 35 لغة |
السلام الملائكى |
شرح السلام الملائكى |
صلاة التبشير الملائكي |