|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لا تخف إذا ما استغنى الإنسان، وإذا كثر مجد بيته، لأنه إذا مات لا يأخذها جميعًا. ولا ينزل معه مجده إلى الجحيم" [16-17]. ألا تُريد أن تكون لك أعين إلا لترى الأمور الحاضرة؟ لقد وعد بالأمور المستقبلية، ذاك الذي قام، لكنه لم يَعِد بسلام هذا العالم ولا راحة هذه الحياة. كل إنسان يطلب الراحة، إنما يطلب أمرًا صالحًا، لكنه لا يطلبها في موضعها اللائق. لا سلام في هذه الحياة، لكنه وعدنا أن ننال في السماء ما نطلبه على الأرض. وعدنا أن يعطينا في العالم القادم ما نطلبه في هذا العالم. القديس أغسطينوس مجد هذا العالم بلا قيمة وغير دائم، وإن بقى فإلى الموت وعندئذ ينتهي تمامًا. إذ قيل: "لا ينزل معه مجده". وبالنسبة لكثيرين لم يبق المجد حتى إلى نهاية الحياة. لكننا لا نفكر هكذا بالنسبة لذاك المجد، إذ يوم بلا نهاية. فإن الأمور الخاصة بالله دائمة وفوق كل تغيير وبلا نهاية. مجد هذه الحال ليس من الخارج بل من الداخل. أقصد أنه لا يقوم على كثرة الخدم والمركبات والثياب الفاخر. بعيدًا عن هذا كله الإنسان يلتحف بالمجد (الداخلي)؛ هنا بدون هذه الأمور يكون الإنسان عريانًا. القديس يوحنا الذهبي الفم ها أنت تراه (الغنى) حيًا، احسبه ميتًا. أنت تلاحظ ما هو معه هنا، لاحظ ما يأخذه معه... لديه مخزن من الذهب والفضة وممتلكات كثيرة وعبيد؛ إنه يموت وتبقى هذه الأمور لا يعرف لمن هذه. فإنه وإن كان يتركها لمن يريد هو، لكنه يحفظها ليس لمن يُريد. فإن كثيرين اقتنوا حتى ما لم يُترك لهم، وكثيرون فقدوا ما تُرك لهم. القديس أغسطينوس 3. تطلب البركة لا حسب هواك بل حسب مشورة الرب، فكثيرون يظنون الحياة السعيدة المباركة هي في الولائم والملذات الزمنية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اشبعنى ربى |
استغنى عن دماغك |
استغنى |
استغنى |
عنه انا لا استغني |