|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واغتَمَّت نَفْسي، فنُحتُ وصَلّيت بِأَنين، قائلاً: [1] "عادِلٌ أَنتَ، يا ربّ وكل أَعْمالُك عادِلَة. وطُرُقُكَ كُلُّها رَحمَةٌ وحَقّ. أحكامك حق وعادلة إلى الأبد. [2] اذكرني الآنَ وانظر إليّ، ولا تُعاقِبْني على خَطاياي وجَهالاتي وخطايا آبائي التي أخَطِأوا بها إِلَيكَ [3] ولَم يطِيعوا وَصاياكَ. فأَسلَمتَنا إِلى النَّهْبِ والسبي والمَوت، فصرنا أضْحوكَةِ في جَميعَ الأُمَمِ الَّتي شَتَّتَّنا بَينَها [4]. والآنَ أَحْكامِكَ الكثيرة صادِقة إِذا عامَلتَني بِحَسَبِ خَطايايَ وخَطايا آبائي. لأِنَّنا لم نَحفظ وَصاياكَ ولَم نَسلُكْ بِحَقٍّ أَمامَكَ [5]. والآنَ فبِحَسَبِ ما يحسن أمامك عامِلْني، ومُرْ أَن تُطلب روحي مِنِّي، فأُتحرر من الأرض وأُصبِحَ تُرابًا. فالمَوت خَيرٌ لي مِنَ الحَياة. لِأَنِّي سَمِعتُ تعييرات كاذِبَة، وحلّ بي غَمٌّ شديد. مُرْ أَن أَتخلص مِن هذه الشِّدَّة. دَعْني أَمْضي حرًا إِلى الموضع الأَبديّ ولا تحجب وَجْهِكَ عنِّي." [6] يقول: "اغتمَّت نفسي، فنُحت وصلّيت". إذ أدرك خطاياه وجهالاته وأيضًا خطايا آبائه، اغتمَّت نفسه وبكى وصلَّى. كثيرون تغتم نفوسهم دون أن يقفوا أمام الله بروح الصلاة. هؤلاء يشبهون يهوذا الذي ندم على خيانته لسيده، وردّ الفضة التي استلمها مقابل هذه الخيانة، لكنه لم يرفع قلبه لله مُخَلِّصه طالبًا الرجوع إليه. أما بطرس فأنكر سيده ثلاث مرات، وإذ تطلَّع إلى سيده، سأله سيده: يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ وكانت الإجابة: أنت تعلم يا رب أني أحبك! كثيرون أيضًا يُصَلُّون لكن بدون ندامه صادقة، فيتحوَّل الرجاء إلى استهانة بقدسية الحياة مع الرب. هكذا يليق بِنَا أن يتفاعل القلب والنفس مع الجسد. لقد ندم ديماس اللص، ورافقت ندامته صرخة الرجاء: اذكرني يا رب متى جئتَ في ملكوتك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|