"يا رب علمنا أن نُصلّي كما علّمَ يوحنا تلاميذَه،
فقال لهم يسوع: إذا صلِّيتُم فقولوا:
أبانا الذي في السماوات..." (لوقا ١١: ٤)
لقد نقلنا يسوع الذي يحقّ له وحده أن يخاطب أباه ببساطة كلّيّة وألفة حميمة "يا أبتِ" (متّى ٢٦: ٣٩)، بنعمة روحه القدّوس، من حالة الخوف والبعد والجهل، وقرّبنا من الله أبيه، وأعطانا أن نناديه بجرأة الأطفال: "بابا". وهذا ما أكّده أحد آباء الكنيسة في القرن الخامس تعليقًا على ما قاله الرسول بولس في رسالته إلى كنيسة رومة، وهو: لأنكم "لم تتلقّوا روح عبوديّة لتعودوا إلى الخوف، بل روح تبنٍّ به ننادي: أبّا، يا أبتِ وهذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا بأنّنا أبناءُ الله" (رومة ٨: ١٥-١٧)، إذ قال: "حين أضاف الرسول لفظة "أبّا" علّمنا معنى الثقة التي يتّصف بها أولئك الذين اعتادوا أن ينادوا الله هكذا. وفي الواقع، الأولاد وحدهم يتعاملون مع آبائهم بحرّيّة كبيرة، فيستخدمون غالبًا هذه اللفظة في التحدّث إليهم".