|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في هذه الأيام، تتجه أنظارنا نحو عيد الميلاد، لذلك تدعونا الكنيسة لنشهد بأن يسوع ليس مجرّد شخصيّة من الماضي، وإنما هو كلمة الله التي تستمرّ اليوم أيضًا بإنارة مسيرتنا ومسيرة كل الإنسان، لتعبّر عن حنان الله الآب، وعن عزائه ومحبته تجاه كل كائن بشريّ. في هذه الأيام، تدعونا الكنيسة للسهر الروحي كي نُعدّ الطريق للرب الآتي. وتحثنا للتحلي بموقف داخلي جديد كي نعيش انتظار الرب يسوع بفرح. إن قلب الإنسان يرغب بالفرح. ونحن جميعنا نتوق للفرح، وكلّ عائلة وكل شعب يتوق إلى السعادة. لكن ما هو الفرح الذي دُعي المسيحي ليعيشه وللشهادة له؟ إنه الفرح الذي يأتي من قرب الرب ومن حضوره في حياتنا. لأنه مذ أن دخل يسوع المتجسّد في التاريخ، بولادته في بيت لحم، نالت البشريّة بذار ملكوت الله، كما تنال التربة، الأرض الطيّبة، البذرة، كوعد بالمحصول القادم. نحن أيضًا ينبغي علينا أن نبحث بعد الآن فقط عن يسوع ونستعد لإستقباله. فقد تجسد وجاء ليحمل الفرح للجميع وعلى الدوام. إن الأمر لا يتعلق بفرح مرجو فقط أو مؤجل لنعيشه في الملكوت: أي أننا على الأرض حزانى ولكننا في الملكوت سنفرح وسنكون سعداء. لا، فالأمر ليس هكذا. إنّ هذا الفرح هو فرح حقيقيّ، ويمكننا أن ننعيشه ونختبره منذ الآن، لأن يسوع نفسه هو فرحنا ومع يسوع الفرح هو نصيبنا. هل هناك فرح بدون يسوع؟ لا، فيسوع هو الحيّ، والقائم من الموت وهو يعمل فينا وبيننا، لاسيما بواسطة كلمته والأسرار المقدسة. نحن المعمدون جَميعنا، أبناء الكنيسة، مدعوون لقبول حضور الله مجدّدًا وعلى الدوام بيننا ولمساعدة الآخرين على إكتشافه أو إعادة إكتشافه إذا كان البعض قد تناساه. إنها رسالة جميلة، تشبه رسالة يوحنا المعمدان: أن نوجّه الناس نحو المسيح، لأنه هو الهدف الذي يتوق إليه قلب الإنسان عندما يبحث عن الفرح وعن السعادة الحقيقية. يُعلّمنا القديس بولس في رسالته الاولى إلى أهل تسالونيقي لكي نكون بالفعل "رسل المسيح" علينا أن نواظب على الصلاة؛ وأن نرفع الشكر لله على الدوام، وألا نطفئ روحه القدوسه فينا، وأن نبحث عن الخير ونتجنّب كلّ شرّ (تسالونيقي الاولى 5: 15-22). فإذا أصبح هذا أسلوب حياتنا، فستتمكن عندها البشرى السارة من الدخول إلى منازل عديدة ومساعدة الأشخاص والعائلات ليكتشفوا مجدّدًا أن الخلاص هو في المسيح يسوع، وفيه يمكننا أن نجد السلام الداخلي والقوة لمواجهة مختلف ظروف الحياة يوميًا حتى تلك الصعبة والمستعصية. فما من أحد قد سمع أبدًا بقديس حزين أو بقديسة مكتئبة، فهذا أمر مستحيل، لأن المسيحي هو شخص يمتلئ قلبه بالسلام، ولأنه يعرف كيف يضع فرحه في الرب حتى في الأوقات الصعبة. إنّ الإيمان لا يعني غياب الصعوبات وإنما يعني أن يكون لدينا القوة لمواجهتها واثقين باننا لسنا وحدنا، بل الله معنا. وهذا هو السلام الذي يعطيه الله لأبنائه. نطلب من العذراء مريم، "سبب سرورنا"، أن تجعلنا فرحين على الدوام في الرب، الذي يأتي ليحررنا من العديد من العبوديات الداخلية والخارجية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع نفسه هو فرحنا |
في المسيح يثبت فرحنا به ويكتمل فرحنا به |
يسوع هو سبب فرحنا |
فرحنا يا يسوع |
اسم يسوع فرحنا |