* ليس من سبب يجعلنا نستخفّ بأجسام الموتى ونحتقرها وننقلها بعيدًا، خاصة أجسام الأبرار والمؤمنين، إذ استخدمها الروح القدس كأدواتٍ وأوانٍ لممارسة الأعمال الصالحة. فإن كان خاتم الأب (الميت) وثوبه وما أشبه بذلك عزيز عند أبنائه، بالأكثر تكون مشاعرهم نحو أجساد والديهم، التي أكثر قربًا والتصاقًا بهم من أي شيءٍ يرتدونه... إنها ليست مجرد زينة للإنسان أو لراحته إنما هي جزء من طبيعتهم نفسها. لهذا في الأزمنة السابقة كانت جنازات الأبرار تُعدَّ باهتمام وطقوسها يُحتفَل بها، وقبورهم تُعد بتكريمٍ وتقوى.
كانوا وهم أحياء يعطون أبناءهم تعليمات بخصوص دفنهم أو نقل أجسادهم. لدينا شهادة عن ذلك بشهادة الملاك أن طوبيت تأهَّل لإحسان الله لأنه كان يدفن الموتى (طو 2:9؛ 12:12 إلخ.). ربنا نفسه الذي كان سيقوم في اليوم الثالث أوصى وحث الآخرين أن يمدحوا العمل الصالح للمرأة التقية التي سكبت طيبًا ثمينًا على قدميه إعدادًا لدفنه (مت 26: 10، 13 إلخ.). ومدح الكتاب المقدس الأشخاص الأتقياء الذين استلموا جسده بعناية فائقة عندما اُنزل من على الصليب، وقدَّموا أكفانا ودفنوه بوقارٍ .