منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 10 - 2022, 04:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

طوبيا يخبره عن مقتل شخصٍ من أمته





طوبيا يخبره عن مقتل شخصٍ من أمته [3- 8]

عادَ فقال: "يا أَبَتِ، ذُبِحَ واحِدٌ مِن أُمَّتِنا وأُلْقِيَ في الساحَةِ مَذبوحًا" [3].
فوَثَبتُ قَبلَ أَن أَذوقَ شَيئًا، ورَفَعتُ الجُثَّةَ مِنَ السَّاحة ووَضَعتُها في غُرَفة معينة، إلى أن تَغيبَ الشَّمسُ [4].
ورَجَعتُ واغتَسَلتُ وتَناولتُ الخُبزَ حَزينًا [5]. فتذَكَرتُ نبوة عاموسُ حَيثُ قال: "ستُحوَّلُ أَعْيادُكم نَوحًا وجَميعُ أناشيدِكم رِثاءً"، فبَكَيتُ [6].
ولَمَّا غَرَبَتِ الشَّمسُ، ذَهَبتُ فحَفَرتُ قبرًا ودَفَنته [7]. وكانَ جيراني يضحكون قائلينَ: "إنه لم يَعُدْ يَخاف أن يُقتل بِسَبَبِ مِثلِ هذا الأمر، فهَرَب وهوذا يَعودُ إِلى دَفْنِ المَوتى" [8].
انطلق الابن الذي يحمل سمات أبيه من حبٍ لله والناس، وممارسة الرحمة. انطلق إلى الساحة فوجد قتيلاً من بني جنسه مات مخنوقًا. عوض البحث عن فقيرٍ يشترك مع الأسرة في مائدة العيد. عاد إلى أبيه ليخبره بما رآه. وثب الأب في الحال قبل أن يمد يده للطعام، وذهب إلى الساحة ورفع الجثة ووضعها في إحدى الغرف إلى أن تغيب الشمس.
اغتسل وتطهر، لأنه يُحسَب كمن تدنس لأنه لمس ميتًا.
جلس على المائدة وتناول الخبز وهو حزين. كان يفكر فيما تنبأ به عاموس أن الله يُحَوِّل الأعياد إلى نوحٍ، والأناشيد الخاصة بالعيد إلى مراثٍ.
كانت دموعه تنهار حزنًا على بني قومه.
تطلع جيرانه إليه وهو منطلق إلى الساحة ليهتم بالقتيل الذي كانت جثته مطروحة أرضًا، واندهشوا كيف لم يتعلَّم مما حدث له في أيام الملك السابق. كيف يُعرض نفسه للموت بدون خوفٍ؛ كيف حفر القبر بنفسه ليدفن جثمان القتيل؟
نرى عظمة طوبيت في الآتي:
1. ما أن سمع أنه توجد جثة في الساحة ترك الأكل والوليمة وذهب ليحمل الجثة.
2. احتفظ بالجثة في بيته.
3. عرَّض نفسه لعقوبة من الملك.
4. في تقواه لم يتذمر على الله ظانًا أنه ترك شعبه اليهودي ينكل بهم الملك، بل أرجع هذا لخطية الشعب وتذكَّر نبوة عاموس (عا 10:8).
5. ثبت في خوف الله شاكرًا له طول أيام حياته. وهذا ما قاله بولس الرسول: "متفاضلين فيه بالشكر" (كو 7:2).
6. لتمسكه بالناموس عمل الوليمة ليحتفل بيوم عيد الرب؛ وظهر أن طوبيا كان بارًا كأبيه فذهب بسرعة ليخبر أبيه بوجود الجثة، فالأب قدوة لأبنائه.
* مرة أخرى بدأ يشترك في تلك المسئوليات، إن كان لديه أية مئونة يبحث عن غريبٍ يشاركه طعامه. وهكذا عندما عاد مُجهدًا من قيامه بالدفن، وكان الطعام قد وُضِع أمامه وقد أرسل ابنه يبحث عن أحدٍ يشاركهما المائدة. إذ دُعِي الضيف، وإذ جاءته إخبارية عن وجود جثمان غير مدفون، ترك المائدة حاسبًا أنه ليس من التقوى أن يأكل طعامًا بينما توجد جثة مطروحة علنًا عارية.
هذا كان عمله اليومي، وبالحقيقة هو عمل عظيم. فإن كانت الشريعة تتطلب أن نغطي العرايا من الأحياء، كم بالأكثر يلزمنا أن نغطي الأموات.
إن كنا قد اعتدنا أن نرافق الذين ينطلقون في رحلاتٍ بعيدة، كم بالأكثر يلزمنا أن نفعل هذا مع المنطلقين إلى بيتهم الأبدي والذين لن يعودوا مرة أخرى إلى هنا.
قال أيوب: "إنني نُحت على كل شخصٍ حزينٍ". بالأكثر يحزن أكثر على الميت. يقول الكتاب في موضعٍ آخر: "ابكوا على الميت!" ويقول الجامعة: "قلب الحكيم في بيت الحزن، وقلب الأغبياء في بيت الفرح". ليس من عمل أعظم من هذا الواجب، حيث تهتم بشريكك في الطبيعة ذاك الذي لا يرجع بعد وتخلصه من الطيور ومن الوحوش. يُقَال إن (بعض) الوحوش المفترسة تحنو على الأجسام الميتة، فهل يرفض البشر الاهتمام بالجسم الميت؟

القديس أمبروسيوس
* ليس من سبب يجعلنا نستخفّ بأجسام الموتى ونحتقرها وننقلها بعيدًا، خاصة أجسام الأبرار والمؤمنين، إذ استخدمها الروح القدس كأدواتٍ وأوانٍ لممارسة الأعمال الصالحة. فإن كان خاتم الأب (الميت) وثوبه وما أشبه بذلك عزيز عند أبنائه، بالأكثر تكون مشاعرهم نحو أجساد والديهم، التي أكثر قربًا والتصاقًا بهم من أي شيءٍ يرتدونه... إنها ليست مجرد زينة للإنسان أو لراحته إنما هي جزء من طبيعتهم نفسها. لهذا في الأزمنة السابقة كانت جنازات الأبرار تُعدَّ باهتمام وطقوسها يُحتفَل بها، وقبورهم تُعد بتكريمٍ وتقوى.
كانوا وهم أحياء يعطون أبناءهم تعليمات بخصوص دفنهم أو نقل أجسادهم. لدينا شهادة عن ذلك بشهادة الملاك أن طوبيت تأهَّل لإحسان الله لأنه كان يدفن الموتى (طو 2:9؛ 12:12 إلخ.). ربنا نفسه الذي كان سيقوم في اليوم الثالث أوصى وحث الآخرين أن يمدحوا العمل الصالح للمرأة التقية التي سكبت طيبًا ثمينًا على قدميه إعدادًا لدفنه (مت 26: 10، 13 إلخ.). ومدح الكتاب المقدس الأشخاص الأتقياء الذين استلموا جسده بعناية فائقة عندما اُنزل من على الصليب، وقدَّموا أكفانا ودفنوه بوقارٍ .
القديس أغسطينوس
إذ كان طوبيت في الطريق إلى بيته بعد أن دفن أخيه القتيل، عاد بذاكرته حين كان في إسرائيل يذهب إلى أورشليم ليحتفل بالأعياد متهللاً، وإن كان يحمل نوعًا من المرارة لانقسام إسرائيل إلى مملكتين. أما الآن فهو في أرض السبي عوض الانطلاق للتسبيح في مدينة الله أورشليم، حمل جثمان القتيل ظُلمًا، ولم يستطع أحد من أسرته أن يقترب من الجثمان كي يدفنه. تمررت نفسه فيه وتذكَّر نبوة عاموس أن أعيادهم تتحوَّل إلى حزنٍ، وتسابيحهم إلى مراثٍ (عا 8: 10).
حقًا كيف يرجع إلى بيته ويشترك في المائدة التي أُعِدَّت له ومعه أهل بيته والإخوة الذين استضافهم. ومن جانب آخر بحسب الشريعة الموسوية تدنَّس بلمسه جثمان ميت، ويحتاج أن يتطهر!
شعر طوبيت أن ما حلّ به وبشعبه إنما هو ثمر خطاياهم وخطايا آبائهم. ليس من علاج للموقف سوى الرجوع إلى الله بالتوبة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(جا 10: 14) وماذا يصير بعده من يخبره
سُرّ طوبيت بأن طوبيا ابنه سيكون في رفقة شخصٍ أمينٍ
لا يهمنا ما يدبره الناس لنا
دع صاحب الغد يدبره
قد ينكسر في النفس شيء لا يجبره ألف إعتذار


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024