الصلاة واقتناء الإفراز:
يذكر لنا أقوال الآباء الشيوخ خطورة عدم استعمال الإفراز، وكيف يمكن أن يسقط الراهب حتى ولو بعد سنين طويلة من التوحد، فبعد أن يذكر البستان سقوط كثير من المتوحدين، يعلق قائلاً: فيلوح من جميع ما قيل، أن السالف ذكرِهم تلاهت بهم الشياطين لخلوِّهم من نعمةِ الإفرازِ (قول 737).
لذلك حرص الآباء على الصلاة بلجاجة حتى ينال أولادهم نعمة الإفراز كل لا تتلاهي بهم الشياطين في طريق الجهاد، عملاً بقول الكتاب: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5).
فيكتب القديس أنبا أنطونيوس لتلاميذه: [لا أمل الطلبة عنكم ليلا ونهاراً، لكى يفتح الرب عيون قلوبكم وتعرفوا مكر الشياطين وخداعهم وشرهم، وأن يعطيكم قلبًا صاحيًا وروح إفراز لكى تستطيعوا ان ترفعوا ذواتكم ذبيحة لله، وتتحرزوا من مشورة الشياطين الرديئة[1].