"وله تسجد بنات صور بالهدايا، ويتلقون وجهه أغنياء شعب الأرض" [12].
كانت "صور" تمثل الغنى الفاحش خلال تجارتها العالمية مع الانحلال والفساد، بكونها بلدًا تجاريًا مفتوحًا للغرباء. وقد سبق لنا الحديث عنها في تفسيرنا لسفري حزقيال وإشعياء.
بقوله: "ويتلقون وجهه أغنياء شعب الأرض" [12] يرى المرتل أن المؤمنين بالسيد المسيح هم الأغنياء في الإيمان، الذين صاروا به ملوكًا وكهنة (رؤ 2: 1)، أغنياء في عيني الله الذي يتقبلهم أبناء له بروحه القدوس في مياه المعمودية. بمعنى آخر إذ تقدم إليه الأمم من كل العالم ينالون غنى وشبعًا ومجدًا داخليًا فلا يشعرون بعوزٍ أو احتياج. هذه هي إحساسات الرسول بولس الذي يجد في مسيحه كنوز الحكمة والعلم (كو 2: 3)؛ كما يقول: "إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم" (1 كو 1: 5).