|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"مُرّ وميعة وسليخة من ثيابك" [8]. كانت ثياب أمراء الشرق ثمينة للغاية (لو 7: 25)، أما ثوب السيد المسيح فهو كنيسته، وهو ذو أريج حلو يبهجه بعمل روحه القدوس. كنيسته طاهرة "بلا دنس ولا غضب" (أف 5: 27)، تحمل رائحة بره وقداسته، رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15). ويرى بعض القديسين أن ثياب السيد المسيح قد نسجت من خيوط آلامه على الصليب ودفنه، لأن المرّ والميعة والسليخة تُشير إلى الأطياب التي طُيَّبَ بها جسد السيد المسيح. * يشير النبي بهذه العطور إلى آلام ربنا وموته، لأنه عند إنزال جسده المقدس عن الصليب طيَّبه يوسف ونيقوديموس بمر وميعة. الميعة هي عصير شجرة، والسليخة هي قشرة تُسلخ من شجرة. يقول القديس باسيليوس الكبير:[إن المُرّ رمز لدفنه لأنه مشدد (جاف) ويدل على وضع الجسد في القبر؛ وأما الميعه فلكونها سائل فهي تدل على نزوله إلى الجحيم ليخلص المسجونين هناك: وأما السليخة فتدل على شجرة الصليب، وهذه قد فاضت رائحة عطرها، وملأت رائحتها الذكية البرايا. وأما قوله "من ثيابك" فيدل على تجسد ربنا وأخذ جسدًا يحل فيه اللاهوت.] الأب أنثيموس الأورشليمي المُرّ هو نوع من الأطياب يستخرج كصمغ من شجرة ضخمة قصيرة تُسمى Balsamodendron Myrrah. وهو على شكل حبوب بيضاء أو صفراء لها رائحة ذكية. أُستخدم المُرّ في صنع المسحة المقدسة (خر 30: 23)، وفي التحنيط (يو 19: 39)، وفي تعطير النساء (إس 2: 12، أم 7: 17)، وهو ذو قيمة ثمينة (مت 2: 11). وهو أحد الهدايا التي قدمها المجوس عند ميلاد السيد المسيح. الميعةوهي زيت عطري يستخرج من شجرة من أصل هندي تنمو في جميع الأراضي المقدسة. ويظن البعض أن الميعة هي صمغ راتينجي يُستخرج من شجرة شبيهة بشجرة المُرّ، وهي نوع من Balsamodendron. كان هذا العطر مستخدمًا في فلسطين للملابس وفي المخدع وعند الدفن في التكفين (أم 7: 17؛ نش 4: 14؛ يو 19: 39). وتتكون السليخة (خر 30: 24؛ حز 27: 19) من عيدان من لحاء شجرة نوع من "القرفة" Cinnamomum Cassia، نبات ينمو في الصين وماليزيا. وبراعم السليخة هي زهور لم يكتمل نضوجها تحمل ذات طعم القرفة ورائحتها. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل يرى في الثوب تنوعًا، إشارة إلى أن خلاصنا لا يتحقق بالنعمة وحدها وإنما ثمة حاجة إلى الإيمان وما يلحقه من ممارسة الفضائل. وكان المُرّ والميعة والسليخة تفوح رائحتها بكونها رائحة المسيح الذكية التي نتمتع بها بنعمة الله دون تكاسل أو تهاون من جانبنا! يرى العلامة أوريجانوس أن ثياب كلمة الله تُشير إلى تعليم الحكمة الإلهية التي يفوح منها رائحة ذكية: يرمز المرّ إلى الموت الذي قبله السيد المسيح لأجل البشرية، والميعة تشير إلى تنازله وإخلائه ذاته ليحمل صورة العبد، والسليخة التي تستخرج من نبات يتغذى وينمو حيث ينهمر المطر بغزارة، تشير إلى فداء البشرية الموهوب من خلال مياه المعمودية. وكأن غاية تعليم المسيح أن تموت معه (المُرّ) بروح الاتضاع (الميعة) متمتعًا بالبنوة لله (السليخة). ويرى كل من القديسين أمبروسيوس وأثناسيوس الرسولي أن هذه العطور تُشير إلى الدفن إذ بها طُيّبَ جسد السيد المسيح. بمعنى آخر، إن كانت الكنيسة هي ثوب المسيح الملتصق به، فأنها لن تحمل رائحته الذكية ما لم تُدفن معه لتقوم أيضًا معه! بعد أن تحدث عن ثياب المسيح التي تفيح رائحتها الذكية، يتعرض لهيكله البهي الناصع البياض الذي تقيمه نفوس المؤمنين بروحه القدوس، كمقدس له، وموضع بهجة! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وسأحدث بأعمال الله (مز 118: 17) |
أنا معاكم ولحظة مش سايبكم |
أفخر الأطياب. مرًا قاطرًا.. وقرفة عطرة.. وقصب الذريرة.. وسليخة.. ومن زيت الزيتون.. |
هل ثيابك بيضاء؟ |
كل ثيابك مر وعود وسليخة (مز45: 8) |