أخيراً قد نزع يسوع عن عينيه الدم الجامد الذي كان يمنع نظره (كما أوحى للقديسة بريجيتا) وشاهد والدته جيداً وهي شاهدته. أواه يا لها من مشاهدةٍ قد جرحت بسهامها هاتين النفسين الجميلتين. فمرغريتا أبنه توما موروس عندما رأت أباها ماراً في الطريق مجذوباً الى القتل، فلم تقدر أن تقول له سوى هاتين الكلمتين: يا أبي يا أبي: ثم سقطت في الأرض غائبةً عن حواسها كمائتةٍ، أما مريم فحينما شاهدت أبنها في تلك الحال ذاهباً الى جبل الجلجلة ليصلب فلم تغب عن حواسها، لأنه لم يكن لائقاً بهذه الأم الإلهية أن تفقد الأنتباه والمعرفة. حسبما قال الأب سوارس، ولا ماتت من شدة الحزن، لأن الله كان يحفظها لأحتمال آلامٍ أمر، ولكن ولئن لم تمت فمع ذلك قد ألم بها حزنٌ كافٍ لأن يميتها ألف ميتةٍ.*