|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزن والدة الإله، وهو مقابلتها أبنها* ماضياً ليموت مصلوباً على جبل الجلجلة* أن القديس برنردينوس يقول:" أنه لكي يمكن أن يستحضر موضوع الحزن العظيم الذي شعرت به مريم البتول حين فقدانها أبنها الحبيب بالموت، فيلزم أن يصير التأمل في شدة الحب الذي كان قلب هذه الأم العذراء مغرماً به نحو أبنها". فالأمهات كلهن يشعرن بالعذابات التي يتألم بها بنوهن كأنها عذاباتهن أنفسها. ولذلك حينما تضرعت الأمرأة الكنعانية الى مخلصنا بأن ينقذ أبنتها المعذبة من الشيطان قالت له: أرحمني يا رب يا أبن داود فأن أبنتي يعذبها الشيطان: (متى ص15ع22) ولم تقل له أرحم أبنتي. ولكن ترى أية أمٍ أحبت أبناً لها بمقدار ما أحبت مريم أبنها يسوع، فهو تعالى كان ولدها الوحيد، وهي ربته بأتعابٍ وأنصابٍ ومشقاتٍ فائقة الوصف. وهو أبنٌ موضوعٌ للحب الكلي وشديد الحب نحوها. وفي الوقت الذي فيه هو أبنها ففيه عينه هو إلهها. الذي اذ كان أنما جاء الى الأرض ليشعل لهيب نار الحب المقدس. كما أعلن ذلك هو عينه بقوله: أتيت لألقي ناراً على الأرض ولا أريد الا أضطرامها: (لوقا ص12ع49) فترى كم كان لهيب هذه النار التي أضرمها بشدةٍ عظيمةٍ في قلب والدته النقي الفارغ من كل أنعطاف نحو الأشياء الأرضية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|