لما هربوا الي مصر فقد كانوا في تلك البلدة مجهولين من كل أحدٍ. لا مدخول لهم ولا عندهم مالٌ، خالين من الأقرباء والأنسباء هناك. وبالجهد كانوا يقدرون أن يقيتوا ذواتهم بما كانوا يكتسبونه بأتعاب أيديهم المضنكة بحالٍ فقريةٍ في الغاية. فقد كتب القديس باسيليوس الكبير قائلاً: أنه لأمرٌ واضحٌ هو أن هذه العيلة المقدسة قد كانوا هناك يحصلون قوتهم الضروري بأعراقهم وكدهم وأتعابهم المتصلة: وقد أضاف الى ذلك العلامة لاندولفوس الساسوني قوله (الأمر المعزي للفقراء): أن البتول مريم كانت عائشةً هناك بفقرٍ كلي هذا حده. حتى أنه بعض الأحيان لم تكن توجد عندها كسرةٌ من الخبز. لتعطيها لأبنها يسوع حينما كان يطلبها منها مضطراً من شدة جوعه:*