أنا خبز الحياة
ينبغي أن تُعبّروا عن إحتياجاتكم وجوعكم للمسيح "
خُبز الحياة" فتأتوا إليه بإيمانٍ وورعٍ وخشوع
"أنا خُبز الحياة، من يُقبل إليَّ فلن يجوع،
ومن يؤمن بي فلن يعطش أبدًا"
أحد أسماء الرب يسوع هي: "أنا" أو "أنا هو". وقد تعلّمنا من إنجيل القديس يوحنا أنه توجد سبعة تعبيرات نطق بها الرب يسوع تبدأ بالقول: "أنا هو". وأول هذه التعبيرات هو: "أنا خُبز الحياة".
كلمة "أنا" أول مرّة إستخدمها يسوع المسيح ليُعرّف عن نفسه، وبتشبيه قوي عندما قال: "أنا خبز الحياة".
في اليوم السابق من قوله: "أنا خُبز الحياة"، عمل معجزة الخمسة ارغفة وسمكتين، وأشبع خمسة الآف شخص وفضل عندهم (يوحنا ٦: ١-١٥).
وفي اليوم التالي بحث الجمع عَنهُ إلى أن وجدوه. لكن الربّ يسوع كشف دوافع قُلوبِهم، لأنه الإله العليم والذي يعرف أعماق وخفايا القلوب، وعرف انهم يطلبونه لأنهم أكلوا من الخبز وشبعوا. ولإنهم يريدون المزيد من الطعام... فإبتدأ يحوّل أفكارهم عن الخبز المادي إلى شخصه الإلهيّ، فقال لهم: "أنتم تطلبونني، لا لأنكم رأيتم الآيات، بل لأنكم أكلتُمُ الخُبزَ وشبعتم. لا تعملوا للطعام الذي يَفْنَى، بل إعملوا للطعام الذي يبقى فيصيرُ حياةً أبدية".
فقالوا له: "إنَّ موسى أعطاهم طعامًا في البرية. أجابهم يسوع الحقّ الحقّ أقول لكم: لم يُعطِكم موسى خُبزُ السماء، بل أبي يُعطيكم خُبزَ السماء الحقّ، لأن خُبزَ اللهِ هو الذي يَنزِلُ من السماء ويُعطي الحياة للعالم".
نعم، بعد ان أخرج الله شعبه من العبودية في مصر، قادهم موسى في البرية أربعين عاماً قبل ان يدخلوا الأرض التي وعدهم الله بها. طيلة هذه الفترة من الضياع في البرية، لم يكن للشعب طعام فأعطاهم الله طعام خاص يدعى "المنَ السماوي"، ومعناه: "ما هذا" وكان الله يمطره عليهم من السماء، ولولا هذا المنَ الذي يأتيهم من السماء يوميًا لما بقوا على قيد الحياة في البرية (سفر الخروج ١٦). أجابهم يسوع وقال، أكل آباءكم من المنَ ولكن جميعهم ماتوا، لكن "أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلن يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلَن يَعْطَشُ أَبَدًا". المنَ الذي نزل في البرية يُشير إلى مجيء خبز الحياة الحقيقي، الذي سيعطيه الله لحياة كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح.
عندما نقبل المسيح ربًا ومُخلّصًا، فاديًا ومعلّمًا، يُشبعُ بجسده ودمِهِ أعماق نفوسنا، لأنه هو الخبز الذي يُحيي النفس الذي اعطانا اياه الله.
نعم، فقط يسوع المسيح وحده قادِرٌ على إشباع عطش وجوع نفوسنا البشرية الضعيفة.
اسألكم يا أحبائي:
هل انتم جائعون إلى الرب يسوع المسيح؟
هل تستطيعون ان تعيشوا جسديًا بدون الغذاء الجسدي؟
هكذا لا تستطيعون روحيًا أن تعيشوا بدون خُبز الحياة النازل من السماء وهو الرب يسوع .
إخوتي الأحباء: إنَّ الأكل من الخبز ضروري لكي يحيا الإنسان. قد يُعجب الإنسان بالخبز ويتكلّم عَنهُ دون أن يأكله، فيكون نصيب هذا الشخص هو الموت. لذلك ينبغي أن تُعبّروا عن إحتياجاتكم وجوعكم للمسيح "خُبز الحياة" فتأتوا إليه بإيمانٍ وورعٍ وخشوع، فتجدون فيه الشبع والحياة. لأنه هو الذي قال: "أنا خُبز الحياة، من يُقبل إليَّ فلن يجوع، ومن يؤمن بي فلن يعطش أبدًا" (يوحنا ٦: ٣٥).