هكذا أصبحت النيَة مركز الشريعة لا العمل الخارجي، فإذا كان الإنسان صالحًا أتى كالشجرة بثمار صالحة (متى ٧: ١٥-٢٠)، وأصبح مقياس الصلاح الإستسلام لإرادة الله الذي يرى الخطايا ويجازي علانيةً، وما عادت تفيد صدقة تجلب على صاحبها المديح، وصلاة تخنق روحها الثرثرة، وصوم يكسو الوجه برقعًا من جهامة، فخير الصدقة عندما تكون سرَاً، وخير الصلاة عندما تكون في مخدع، وخير الصوم عندما يكون صاحبه مدهون الرأس مغسول الوجه، غير عابسِ وحزين (متى ٦: ٤ و٦: ١٨)، وهكذا سقطت التقاليد البالية التي لاتنفذ إلى باطن الإنسان. والباطن منبع الشر ومصدر السوء وقد قال السيد المسيح: "ان ما ينجس الإنسان لا ما يدخل فمه، بل ما يخرج من فمه: الأفكار الرديئة والقتل والزنى والفجور والسرقة وشهادة الزور والتجديف (متى ١٥: ١-٢٠).