|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مراحمه الكثيرة أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تَتْرُكْهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلاَ عَمُودُ النَّارِ لَيْلًا لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا. [19] كلمة "رحمة" تُنسب "للرحم" التي تحمل معنى المشاعر العميقة الحانية نحو من هم أعزاء علينا أو يحتاجون إلى مساندتنا [31]. الله في طول أناته احتمل عنادهم وتصرفاتهم غير اللائقة، فلم يحرمهم من عمود السحاب نهارًا وعمود النور ليلًا. وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ الصَّالِحَ لِتَعْلِيمِهِمْ، وَلَمْ تَمْنَعْ مَنَّكَ عَنْ أَفْوَاهِهِمْ، وَأَعْطَيْتَهُمْ مَاءً لِعَطَشِهِمْ [20] "روحك الصالح": لقد وهب الله السبعين شيخًا الروح نفسه الموهوب لموسى، وصاروا يحملون معه ذات الأثقال، وتنبأوا. تفرغوا بعد ذلك لتدبير أمور الشعب الذي كان يتزايد في شره وعدم التقوى (عد 11: 24-25). وَعُلْتَهُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْبَرِّيَّةِ فَلَمْ يَحْتَاجُوا. لَمْ تَبْلَ ثِيَابُهُمْ وَلَمْ تَتَوَرَّمْ أَرْجُلُهُمْ. [21] "لم يحتاجوا" (تث 2: 7؛ 8: 4). "ثيابهم لم تَبْلَ" (تث 29: 5). * أما ثيابهم وأحذيتهم وأبدانهم فقد فقدت ضعفها الطبيعي. فثيابهم وأحذيتهم لم تبلَ بعامل الزمن وأرجلهم لم تتورم رغم كثرة السير. ولم يذكر قط أن بينهم كان أطباء أو دواء أو أي شيء من هذا القبيل. وهكذا قد انتُزع كل ضعف من بينهم. فقد قيل: "فأخرجهم بفضة وذهب ولم يكن في أسباطهم عاثر (هزيل)" (مز 105: 37)... أشعة الشمس في حرارتها لم تضربهم، لأن السحابة كانت تظللهم وتحيط بهم كمأوى متحرك يحمي أجساد الشعب كله. ولم يحتاجوا إلى مشعل يبدد ظلام الليل، بل كان لهم عمود النار كمصدر إضاءة لا يُنطق به، يقوم بعمليْن: الإضاءة بالإضافة إلى توجيههم في طريق رحلتهم... قائدًا هؤلاء الضيوف الذين بلا عدد في وسط البرية بدقة أفضل من أي مرشد بشري. ولم يرحلوا فقط على البرّ بل وفي البحر كما لو كان أرضًا يابسة... فقد قاموا بتجربة جريئة تخالف قوانين الطبيعة. إذ وطأوا البحر الثائر، سائرين فيه كما على صخر يابس صلب. فإذ وضعوا أقدامهم فيه صارت مادته كالأرض اليابسة... وإذ وصل إليه الأعداء عاد إلى ما كانت عليه طبيعته، فصارت للأولين مركبة وللأعداء قبرًا... فقام البحر الذي لا يفهم بدور مُحكَمٍ كأعقل وأذكى إنسان، قام مرة بدور حارس، ومرة أخرى بدور منتقم، مُعلِنًا هذا العمل المتناقض في يوم واحد . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس ديديموس الضرير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ثق فى مراحمه |
الأفكار الكبيرة تخاطب فقط العقول الكبيرة |
لأن مراحمه لا تزول |
حسب كثرة مراحمه |
الأفكار الكبيرة تخاطب فقط العقول الكبيرة، بينما الأعمال الكبيرة تخاطب الجميع |