|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هوذا قد جعلت أيامي بالية وقوامي كلا شيء أمامك" [5]. * لأن تلك الأيام هي أيام "قِدَم"، أما أنا فأتوق إلى أيام جديدة لا تشيخ أبدًا، لكي أقول: "الأشياء العتيقة قد مضت؛ هوذا الكل قد صار جديدًا" (2 كو 5: 17)، صار جديدًا بالفعل في الرجاء ثم في الواقع. اعلموا أن آدم قد "شاخ" فينا، وأن المسيح قد "تجدّد" في داخلنا. إنساننا الخارجي يفني والداخل يتجدد يومًا فيومًا (2 كو 4: 16). لذلك إذ نُثبّت أفكارنا على الخطية، وعلى الموت، وعلى الزمن الذي يباى سريعًا، وعلى الحزن والتعب والعمل، وعلى مراحل العمر المتعاقبة التي تعبر وتمضي تدريجيًا من الطفولة حتى الشيخوخة، أقول إذ نُثبّت أنظارنا على تملّك الأشياء نرى هنا "الإنسان العتيق"، اليوم الذي يشيخ، الأغنية التي عبر موعدها، العهد القديم. لكن إذ نلتفت نحو الإنسان الداخلي، إلى تلك الأمور التي تتجدد عوض التي تتغير، ونجد "الإنسان الجديد" و "اليوم الجديد" و "الأغنية الجديدة" و"العهد الجديد" وهذه "الجِدَّة" (في الحياة). لنحب مثل هذه (الجِدَّة) فلا نخاف الشيخوخة... مثل هذا الإنسان الذي يسعى نحو الأشياء الجديدة متخطيًا الأمور التي مضت يقول: "عرّفني يا رب نهايتي، وعدد أيامي كم هي، ليكما أعلم ماذا يعوزني" [4]. تأملوا كيف وهو ما يزال يسحب معه آدم يُسرع الخطى نحو المسيح. القديس أغسطينوس اكتشاف المرتل بلاء أيامه جعله يسرع نحو تخطي أو الوثب على القِدَم ليتمتع بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع، والدائمة التجديد بروحه القدوس، فلا تصيبها شيخوخة ما حتى يلتقي باليوم الأخير الذي لا ليل فيه، ولا بلاء أو شيخوخة ضعت! هكذا يكتشف المرتل أن أيامه بالية، وقوامه (جوهره) كلا شيء أمام الله [5]؛ كخيال يتمشى في العالم إلى حين، ليخرج منه ولا يعلم لمن يترك ما قد جمعه أو خزنه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 48 - هوذا قد اجتمع ملوكها وأتوا جميعًا |
مزمور 40 - وأنت أيها الرب إلهي جعلت عجائبك كثيرة |
(رؤ 3: 8) هنذا قد جعلت أمامك |
تصميم| أعمالك هنذا قد جعلت أمامك |
هنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا - تصميم |