منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 10 - 2022, 06:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

مزمور 38 - الرجوع إلى الله




الرجوع إلى الله:


"أمامك هي كل شهوتي،
وتنهدي عنك لم يخفَ" [9].

هنا الاستغاثة إلى الله كلي المعرفة، الذي يسمع التنهدات الخفية. الله هو الطبيب القادر وحده أن يسمع ويرى الخفيات، يرى المرض الدفين، وقادر أن يشفي النفس والجسد. إن كان الإنسان قد انكسر قلبه بسبب الخطية يتقدم الرب نفسه إليه كطبيب ومخلّص!
ضع تأوهاتك أمام الله، والآب الذي يرى في الخفاء هو يجازيك (مت 6: 6).
تأوهاتك هذه هي صلاتك، إن كانت تنهداتك مستمرة فصلاتك دائمة أيضًا، إذ لم يقل الرسول من فراغ: "صلوا بلا انقطاع" (1 تس 5: 17). هل نستطيع أن نحني ركبنا بلا انقطاع"؟ ونسجد بأجسادنا؟ أو نرفع أيدينا حتى يقول: "صلوا بلا انقطاع"؟ كلا...! توجد طريقة أخرى للصلاة الداخلية التي بلا توقف هي التنهدات...
إن كنتم تشتاقون إلى السبت (الراحة) لا تكفوا عن الصلاة...
"تنهدي عنك لم يَخفَ"
= إن كان التنهد داخليًا على الدوام، هكذا أيضًا الأنين، فأنه لا يبلغ دائمًا إلى آذان الناس لكنه لا يغيب عن أذني الله.
القديس أغسطينوس
= ليته لا يحتقر أحد التوبة أو يستخف بالاتضاع؛ إنها كلمات الملك داود، فقد كان ملكًا عظيمًا جدًا ذاك الذي تمم ذلك (أي قدم التوبة في اتضاع). لذلك يليق أن نصرخ عاليًا كما على ميت، وأن نبكي بدموع غزيرة على النفس التي تهلكها الخطية.

الأب قيصريوس أسقف آرل
"قد اضطرب فيّ قلبي وفارقتني قوتي

ونور عيني لم يبقَ معي" [10].

إذ لا يعرف المرتل الرياء ولا النفاق، يشكو نفسه في إخلاص شديد، مُعلِنًا أنه لا يعاني مبدئيًا من أذّية صادرة عن الغير بل بالحري يُعاني من نفسه؛ خطيته هي التي تحطم قلبه فتفقده بصيرته الداخلية.
لقد عانى من جسده، كما خفق قلبه الذي امتلأ بالاضطرابات والمتاعب، وفارقته قوته، وشاخت عيناه، أي فقد حياته وقوته واستنارته. صار محتاجًا أن يشرق عليه إلهه ليهبه الاستنارة من جديد.
= هذا الآب رأى، ذاك الساكن في الأعالي والناظر إلى المتواضعات (مز 113: 5-6)، "والكائنات يعرفها من بعد" (مز 138: 6). "رآه أبوه" (لو 15: 20)؛ نظره بطريقة بها يستطيع الابن أن يرى أباه. فقد أشرقت ملامح الأب على وجه الابن المقترب إليه بطريقة بددت كل الظلمة التي جلبها إثمه عليه. ظلام الليل ليس مثل الظلمة التي يجلبها عار الخطية. اسمع ما يقوله المرتل: "أدركتني آثامي ولم أستطع أن أبصر" (مز 40: 13). وفي موضع آخر يقول: "صارت آثامي حملًا ثقيلًا عليّ" يقول بعدها: "نور عيني لم يبق معي" [10]. هكذا يبتلع الليل نور النهار الذي مضى؛ وتُحطِّم الخطية قوة إدراكنا... من الواضح أنه ما لم يرسل الآب السماوي أشعته على وجه الابن الراجع، ما لم ينزع ضباب عاره بالنور النابع عن بهائه، لا يستطيع هذا الابن أن يرى وجه الله البهي.
الأب بطرس الخريولوجيوس
الآن وقد فقد المرتل صحة جسده وسلامة نفسه ونور بصيرته الداخلية، ما هو موقف أصدقائه وجيرانه؟ وما هو موقف أقربائه؟



"أصدقائي وجيراني دنوا مني ووقفوا مقابلي،
وأقربائي وقفوا بعيدًا عني" [11].

تحول أصدقاؤه وجيرانه إلى أعداء، يقتربون إليه ليقفوا مقابله، بلا مشاعر صداقة أو وّد من نحوه إذ حسبوا أن الله ضدّه. طلبوا نفسه، ونصبوا له الفخاخ لهلاكه. أما أقرباؤه فوقفوا من بعيد لا يساندونه ضد مقاوميه الذين استخدموا كل طاقات عنفهم لتحطيمه. موقف مؤلم للغاية، لكنه مناسب لتدخل العناية الإلهية لمساندته .
من هم أجيران الذين دانوا منه؟ ومن هم (الأقرباء) الذين وقفوا بعيدًا عنه؟ كان اليهود هم جيرانه... اقتربوا إليه حتى حينما صلبوه. وكان الرسل أقرب المقربين إليه ومع ذلك وقفوا بعيدًا عنه خوفًا من التألم معه.
= يمكن أيضًا تفسير ذلك بطريقة أخرى: أصدقائي يعني الذين تظاهروا أنهم أصدقائي. قدّموا مظهر الصداقة عندما قالوا: "نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق" (مت 22: 16)؛ حينما جرّبوه بخصوص دفع الجزية لقيصر فأقنعهم من خلال الكلمات التي نطقوا هم بها. لقد حرصوا أن يظهروا كأصدقاء له.
القديس أغسطينوس
هكذا قامت خاصة المسيح ضده، حتى تلاميذه هربوا في لحظات الصليب. ما عاناه داود من بني جنسه كان ظّلًا لما عاناه السيد المسيح نفسه.

يشكو داود النبي من خبث الأعداء الذين ربما انتهزوا اعتلال صحته وتعب نفسه فكانوا لا يطلبون أقل من نفسه؛ أي القضاء على حياته تمامًا، مستخدمين الأكاذيب والوشايات:
"وأجهدني الذين يطلبون نفسي.
والملتمسون لي السوء تكلموا بالأباطيل.
وغشًا طول النهار درسوا" [12].

أمام هذه الأكاذيب وقف المرتل صامتًا؛ في حكمة الروح صمت لكي يحتفظ بهدوئه في مواجهة هذه العواصف.
"أما أنا فكأصم لا يسمع،
ومثل أخرس لا يفتح فاه" [13].

يا لها من مفارقة عجيبة بين ألسنة لا تكف عن الافتراءات والكذب [12]، وصمت وسكون [13]. إنها صورة رمزية لما حدث عند محاكمة السيد المسيح، الذي قيل عنه: "الذي لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر؛ الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يُهدّد بل كان يسلّم لمن يقضي بعدل" (1 بط 2: 22-23، إش 53: 7).
=لم يكن داود صامتًا على الدوام، وإنما إلى حين. لم يحجم عن الكلام تمامًا، لكنه أعتاد ألا يجاوب الأعداء الذين كانوا يثيرونه والأشرار الذين يغضبونه.
القديس أمبروسيوس
[عن سيرة الأنبا أنطونيوس]

= بعد أشهر جاءت (الشياطين) مرتلة متفوهة بآيات كتابية: "لكنني كنت كأصم لا يسمع" (مز 37: 14). مرة أخرى هزت الدير كله، أما أنا فكنت أُصلي محافظًا على عقلي من التزعزع. بعد ذلك أتت مصفقة ومصفرة وراقصة.
البابا أثناسيوس الرسولي
=هكذا يليق بكم أن تسلكوا كمن هو أصم وأبكم وأعمى.

القديس يوحنا كاسيان
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرجوع الخاطي إلي الله، معناه الرجوع الدائم الثابت.
الرجوع إلى الله
"الرجوع إلى الله هو الرجوع الوحيد الذى يجعلنا نتقدم إلى الأمام" (القديس البابا شنودة الثالث)
الرجوع الي الله
الرجوع الى قلب الله


الساعة الآن 05:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024