|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فَتَركا الشِّباكَ لوقتِهما وتَبِعاه" (مرقس ١: ١٨) قد يتسأل البعض: "ماذا تركا من أشياء ثمينة تلبية لنداء الربّ، هذان الصيّادان اللذان لا يملكان شيئًا تقريبًا؟" لقد تركا الكثير، لأنّهما تخلّيا عن كلّ شيء، عن كل ما يملكانه، مهما يكن هذا الشيء قليلاً. أمّا نحن، فعلى العكس، نتعلّق بكلّ ما لدينا، ونبحث بطمع عمّا ليس لدينا. ترك بطرس وأندراوس الكثير عندما تخلّيا معًا عن أبسط رغبة في الامتلاك. لقد تركا الكثير، عندما تخلّيا عن ممتلكاتهما، تخلّيا كذلك عن كل رغباتهما الشخصية ليتبعا يسوع. فلا يقل أحد في نفسه، حتّى عندما يرى أن البعض تَرَكُوا ثروات كبيرة: "أودّ لو أمتثل بهم في احتقارهم لهذا العالم لخدمة الكلمة والفقراء والأيتام والمرضى وغيرهم... لكن ليس لديّ شيء أتخلّى عنه، فأنا لا أملك شيئًا". إخوتي الأحباء، أنتم تتركون الكثير، عندما تتخلّون عن رغبات وغنى هذا العالم ومغراياته. كونوا على ثقة بأنّ الربّ يكتفي بممتلكاتنا الخارجيّة مهما كانت صغيرة حتى ولو كانت حقيرة وغير نافعة، ولا قيمة لها، وتأكدوا جيدًا بأن الرب لا يهتمّ إلاّ بالقلب ولا بثمن الأشياء، يهتمّ بالباطن ولا بالظاهر. لا يرى كم قدّمنا له، إنّما كم من المحبّة رافقت تقدمتنا وعطاءنا. إذا أردنا أن نهتمّ فقط بالممتلكات الخارجيّة، فإنّ قدّيسانا التاجران دفعا بشباكهما وبمركبهما ثمن الحياة الأبديّة، حياة الملائكة والقدّيسين. ملكوت الله الذي ليس له ثمن، ولكنّه لا يكلّفك أكثر أو أقل ممّا تمتلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|