منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 10 - 2022, 04:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

هل يمكن إلقاء الضوء على القسيس الصغير ابن القس الإنجيلي في طفولته وشبابه؟


هل يمكن إلقاء الضوء على القسيس الصغير ابن القس الإنجيلي في طفولته وشبابه؟





ج: وُلد " نيتشه " في 15 أكتوبر 1844م في "ريكن" بالقرب من مدينة لوتسن بمقاطعة "سكسونيا " الألمانية، وكان يوافق عيد ميلاد وليم الرابع ملك بروسيا، فكان يفرح بعيد ميلاده عندما يرى الفرحة تعم البلاد بعيد ميلاد الملك، وكان والده " كارل لدفج نيتشه " من أصول بولندية وأمه " فِرَنْسِسكا إيلَر " ألمانية خالصة، وكانت له أخت تُدعى أليصابات كانت قريبة منه جدًا، وهي التي نقلت لنا أخبار نيتشه في فترة شبابه. وكان والد نيتشه قسًا بروتستانتيًا محبوبًا من رعيته، بل كان كثير من أجداده من جهة الأب أو الأم قساوسة ورجال دين، وقد تأثر نيتشه في طفولته بهذه الروح، حتى دعاه أترابه في المدرسة وهو مازال صغيرًا بـ"القسيس الصغير"، وكان قادرًا على أن ينشد بعض آيات الإنجيل والتراتيل الدينية المؤثرة، التي تكاد أن تثير البكاء، وقال عن نفسه " في سن الثانية عشرة رأيت الله في تمام جلاله " وفي المرحلة الثانوية (1858-1864 م) ألَّف قصيدة رائعة وجهها إلى الله المجهول حيث قال:
" مرة أخرى، وقبل أن أستمر في طريقي..
وأطلق نظراتي إلى الأمام..
أرفع يدي العاريتين..
إليك، فأنت ملجأي وملاذي..
وأنت الذي كرَّست له أعمق أعماق قلبي..
مذابح يُقدَّس عليها اسمك..
لكي يدعوني صوتك..
دائمًا إليك..
وعلى هذه المذابح تتلألأ..
هذه الكلمة: إلى الله المجهول..
إني أريد أن أعرفك أيها المجهول..
أنت يا من نفذت إلى صميم روحي..
ويا من تمر على حياتي مرور العاصفة..
أنت يا من لا يدركك شيء، ومع هذا فأنت قريب مني وذو نسب إليَّ
أريد أن أعرفك وبنفسي أن أعبدك" (2)

بعد موت والده، ذهبت الأسرة إلى مدينة " ناومبرج " حيث أتم دراسته الابتدائية، ثم أمضى نيتشه دراسته الثانوية في مدرسة " أليفورتا " الملحقة بأحد الأديرة، وفي الفترة 1864-1865م ألتحق بجامعة بون ليدرس اللاهوت والفيلولوجيا، وفي هذه الجامعة حدثت مناظرة شديدة بين أستاذين هما " رتشل"، و"يان " واحتدم النزاع بينهما فترك " رتشل " جامعة بون وأتجه إلى جامعة ليبتسج، وتبعه تلميذه نيتشه الذي كان معجبًا به، وأمضى نيتشه الفترة من 1865-1867م بجامعة ليبتسج.
وفي شبابه كان نيتشه القصير القامة الأنيق الهندام يرتدي سِروالًا فاتح اللون ومن فوقه سترة قصيرة ويحكم رباط العنق، يتدلى شعر رأسه الطويل، يعاني من قصر شديد في النظر، وفي سيره يكاد يمشي مشية المتعب، أما كلامه فكان رقيقًا بسيطًا خاليًا من التصنيع، ولكنه كان يصدر من أعماق نفسه، هكذا وصفه شِيفْلر (راجع د. عبد الرحمن بدوي - نيتشه ص 41) وبالرغم من أنه كان هادي ويتحدث برقة شديدة، فإن نظراته كانت حادة تعكس الثورة الداخلية التي يعيش فيها، حتى أن أصحابه لا يتفوَّهون بكلمات نابية أمامه، وعلى حد تعبير أحد أصحابه الذي قال أنه لا يستطيع أن يتفوه بكلمات خارجة في حضور نيتشه، وعندما سأله زميله: لماذا؟ قال أنه يرمقك بنظرة تجعل الكلمات تقف في فمك.
ووصفته " لواندرياس سالوميه " التي صاحبته مدة من الزمن فقالت " أول إحساس تشعر به إذا ما رأيتَ نيتشه هو إحساسك بأنك بإزاء وجدان عنيف مستور وشعور بالوحشة كتمه في نفسه.. هذا الرجل المتوسط القامة، البسيط في ملبسه الذي عنى به، الهادئ في سيماه، ذي الشعر الأسمر المُلقى إلى الوراء، دون أن يلتفت إليه أو يديم النظر فيه.. وله ابتسامة خفيفة، وبهجة هادئة في الحديث، ومشية متئدة حذره، تقتضي منه أن يحني كتفيه قليلًا.. وتكاد عيناه تنطقان حقًا، وعلى الرغم من أنهما شبه عمياوين إلاَّ أنه لم يكن يبرقهما ولا يُسفُّ النظر، كما هي عادة الكثير من قصار النظر. بل كانا يبدوان وكأنهما حارسان لكنوز.. كان يحدقان في الأعماق كما يحدقان في أفق بعيد.. أما في حياته العادية فكان مؤدبًا كل الأدب رقيقًا رقة تقرب من رقة النساء، هادئ المزاج، ساكن الضمير، متصل الوقار" (3). وهذا يذكرنا بقول الكتاب عن الخطية أن كل قتلاها أقوياء.
وفي نحو سن الثامنة عشر بدأ " نيتشه " يفقد إيمانه بالله وبالدين ففارقته البهجة، لأن الدين كان يمثل ركنًا أساسيًا في حياته، وقرأ نيتشه كتاب " شوبنهور " عن " العالم كإرادة وفكرة " الذي يوضح فيه أن على الإنسان أن يبذل الجهد والكفاح اللذان يحملان في طياتهما البؤس والشقاء، وعندما أنهى قراءة الكتاب قال عن هذا الكتاب أنه " مرآة طالعت فيها العالم والحياة، بل وطبيعة نفسي مرسومة في جلال مخيف.. أنه ليبدو لي أن شوبنهور كان يخاطبني أنا. لقد أحسست فيه شعوره المتحمس وخيل إليَّ أني أشهده ماثلًا أمامي في كل سطر كإنما يناديني نداءً صارخًا" (4) وأعتبر نيتشه نفسه أنه خليفة شوبنهور وتأثر بنظرته التشاؤمية، وعندما مات والده تأثر كثيرًا لموته، حتى قال عنه " مات والدي في سن السادسة والثلاثين، وكان رجلًا رقيقًا محبوبًا وعلى سيماه طابع المرض، وكل شيء كان يدل على أنه مخلوق قُدّر له أن يمر بالحياة مرور العابرين الكرام، فهو ذكرى جميلة للحياة، أولى منه أن يكون الحياة نفسها، وقد بدأت حياتي في الزوال في نفس اللحظة التي ذهبتْ فيها حياته، ففي سن السادسة والثلاثين وصلت إلى أحط درجة في حياتي وحيويتي، أجل قد عشت من بعد، ولكن هذه الحياة التي حييتها لم أكن أستطيع أن أنظر فيها إلى أبعد من ثلاث خطوات" (5) وكان " نيتشه " قد ورث عن أبيه روح التدين والشفقة والمثالية وحب الموسيقى، وورث عن أمه الإحساس المرهف، ولكن في شبابه أجتهد أن يتخلص من الشفقة قائلًا " الشفقة أعظم خطر عليَّ. هذه الشفقة نتيجة سيئة من نتائج طبيعة والدي الشاذة، وهو الذي كان كل من عرفوه يضعونه في صفوف الملائكة قبل أن يضعوه في مصاف بني الإنسان" (6) أما والدة نيتشه المتدينة فكانت دائمة الصلاة من أجله، وكانت على وشك حرق كتاباته المملوءة بالتجديف.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عاش المسيح طفولته وشبابه حتى سن الثلاثين في الناصرة ومنطقة الجليل
إلقاء الضوء علي معجزات الرب يسوع
لا يمكن طرد الظلام بالظلام , الضوء الوحيد الذي يمكن القيام به ..
هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على سقوط الشيوعية على يد "ميخائيل جوربتشوف"؟
هل يمكن إلقاء الضوء قليلًا على الكون الذي نعيش فيه؟


الساعة الآن 12:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024