|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شخصية نحميا سفر نحميا -ربما أكثر من غيره من أسفار العهد القديم- يبرز شخصية كاتبه النابضة بالحياة [1]. يكشف هذا السفر عن شخصية نحميا من جوانب كثيرة، منها الآتي: 1. وحدة الحياة يؤمن نحميا بوحدة الحياة، فليس من فصل بين العمل والحياة الروحية أو الاجتماعية. فالمؤمن له حياة واحدة متعددة الجوانب، تتفاعل معًا ليصير إنسانًا ناجحًا في كل شيء. هذه الحياة تتناغم معًا مع ضرورة التخصص، فلكل إنسانٍ دوره الفعّال حسب إمكانياته ومواهبه دون تجاهله أو استخفافه لدور الآخرين. فالكل يعمل معًا بروح واحدة بهدفٍ واحدٍ (5: 10-11). بالنسبة لنحميا بناء سور أورشليم يعتبر قمة خدمته؛ هذا التكريس في ذهنه لا يعني استعراضًا لأعمالٍ البطولية، لكنه ختم لعمل الله في حياته وحياة الشعب، يمس كيانهم كله. ما نمارسه هو عمل الرب، يشهد بذلك حتى الأعداء (16:6). مع انشغالهببناء سور أورشليم، دعا صديقه القديم عزرا والعامل معه ليحتل مركز القيادة في ممارسة طقوس التكريس بفكرٍ روحيٍ (27:12-47). صورة حيَّة للعمل المشترك وتكريم الآخرين! يربط السفر بين بناء سور المدينة وإعادة بناء الهيكل والاهتمام بالعبادة، خاصة قراءة الشريعة والتمتع بالأعياد، وحياة الشعب الروحية والمدنية. فلا نفع لبناء السور ما لم تكون المدينة مقدسة، ولا قيمة للمدينة وسورها بدون شعب الله المقدس. هذا التقديس يتحقق بالتوبة الصادقة بروح الرجاء (نح 4:1-11؛ 5:9-37)، والاهتمام بالطاعة للشريعة كأساس للحياة. 2. الأمانة مع كثرة المسئوليات وسرعة العمل وعدم الانشغال بالمناقشات الغبية مع المقاومين، إلا أن السمة الواضحة في حياة نحميا هي الأمانة في حياته من كل جوانبها، وأينما وُجد (12: 8؛ 6: 2). وقد انعكست هذه السمة على الكثير من العاملين معه في كل المجالات. كان أمينًا في علاقته مع الله، يشعر دومًا بالحضرة الإلهية، حتى في لحظات حديثة مع الملك الوثني، وأثناء عمله في أورشليم، وأثناء مقاومة الأعداء له. عينا قلبه تبصران الله بالإيمان ولا تنحرفان عنه. وكان أمينًا في عمله مع الملك الوثني، فسحب قلب الملك بأمانته، وصار موضع ثقته يأتمنه على حياته، كما في انطلاقه للعمل في أورشليم. كان أمينًا في علاقته بكل فئات شعبه، سواء على مستوى القادة أو الكهنة أو الأغنياء والفقراء. كان أمينًا من جهة وطنيته، يعمل لحساب وطنه دون أن يتلوث قلبه بأية ضغينة أو مقاومة خفية لدولة فارس. 3. رجل عمل إذ سمع نحميا عن حال أورشليم وشعبه، لم يشغل نفسه بتحليل المشاكل، والتحدث عنها مع كثيرين. لكنه عرض الأمر على الله وتحرك لمعالجة الموقف. لسنا بهذا ننكر أهمية الحوار، لكن يصير الحوار بلا نفع إن فقد الاتكاء على صدر الله، أو فقد التحرك العملي الجاد لمعالجة الأمور. حزن نحميا وبكى، لكنه لم يُبتلع في الحزن المفرط بروح اليأس، إنما شرع في العمل تسنده يد الله القوية. قام للعمل حسب الوزنة المعطاة له، كما حرَّك الكثيرين للعمل، كل حسب مواهبه ووزناته وقدراته. دفع الجميع للعمل خلال الشعور بالمسئولية الجماعية. 4. تحدي عدو الخير وعدم الارتباك بمقاومته له مقاومة إبليس للمؤمنين العاملين وحيله ضدهم لم تتغير منذ البداية. فالشيطان عدو دائم المقاومة، يثير أتباعه بكل وسيلة لمنع العمل الإلهي وتعطيله (17:2-20). لقد صدرت أوامر الملك لمساعدة نحميا، لكن المقاومين حملوا مقاومة عوض المساعدة. * الهزء بالعاملين واحتقارهم (19:2)، والسخرية والاستخفاف بالعمل الإلهي لكي يسقط نحميا والعاملون معه في صغر النفس أو اليأس (1:4-6). * يحسبون الخير إساءة بالغة إليهم (10:2). * اتهامات باطلة (19:2). * غضب وغيظ كثير من جهة العاملين لحساب مملكة الله (1:4). * التآمر سرًا لمحاربة العاملين والإضرار بهم (8:4). * طلبوا الدخول في حوار معه لإبطال العمل، فلم ينخدع (2:6-3). * العدو يخيف ويرعب لكي يحطم نفسية العاملين (19:6). 5. إيمانه بالعمل الجماعي اهتم نحميا بتشغيل الشعب في إعادة بناء السور (17:2-18)، فالجميع يحتاجون إلى الشركة والعمل معًا مع الله، وإن كان أساس البناء واحد (1 كو 9:3، 11). 6. رجل النظام والترتيب تسجيل الشعب للشركة في العمل يشير إلى الالتزام بالترتيب والنظام في البناء الروحي (1 كو 40:14؛ أف 21:2). 7. نحميا له سمات القائد الحي * يحمل أثقال الشعب ولا يحملهم أثقاله الشخصية (رو11:10). * رجل صلاة وتقوى وعمل. يثق في مواعيد الله ويعتمد عليها، فيحقق المستحيلات. * يتسم بوضوح الهدف وعدم الانحراف عنه. مستعد دومًا للعمل مهما كانت التكلفة. * رجل مثابرة، لا يتسلل إليه الإحباط، مستعد لتحدي كل مقاومة في الداخل والخارج. كان هادئًا أمام المقاومة. * قائد مخطط ومنظم يدفع الكل للعمل. * يدرك خطورة التراجع والمهادنة. * رجل وطني، يعطي ما لله لله، وما لقيصر لقيصر (مت 21:22). * قائد مملوء حنوًا على الطبقات المظلومة البائسة. * يقدر الوقت، لهذا بَنَى السور في 52 يومًا. * كان حازمًا ضد الشر. نحميا رمز للسيد المسيح الخادم يصور لنا السفر شخصية نحميا كخادم يعمل لحساب شعبه، وهو في هذا يحمل رمزًا لشخص السيد المسيح الخادم، خاصة كما صوره مرقس الرسول في إنجيله. * كلاهما صاما وصليا 4:1؛ مر35:1. * كلاهما دعيا آخرين للعمل الإلهي 17:218؛ 15:6؛ مر13:3-19. * كلاهما وجدا معارضة 4،5؛ مر12:1؛ 3:12،10. * مثالان للخدمة 9:5،14؛ مر7:9. * خادمان للشعب 19:5؛ مر45:10. * علما كلمة الله 1:8-3؛ مت17:5-45. * طهرا الهيكل 7:13-9؛ مر15:11-17. * وبخا المرائين 15:13-22؛ مت13:23-36. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|