|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عيد الثالوث الأقدس تأمل بمناسبة عيد الثالوث الأقدس "عمدوهم باسم الاب والابن والرُّوح القُدُس" (متى ٢٨: ١) تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بعيد الثالوث الأقدس: وعيد الثالوث الأقدس هو السرّ المحوري للإيمان المسيحي والحياة المسيحية. وهو المصدر والينبوع لكلّ أسرار الإيمان، والنور الذي يضيء جوهرها وكلّ جوانبها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم ٢٣٤): الآب الذي خلقنا، والإبن الذي افتدانا وخلّصنا، والروح القدس الذي يُحيينا ويقدّسنا. باسم الثالوث القدّوس تبدأ الكنيسة ومؤمنيها كلّ عمل وقول ومبادرة، ولمجده تُنهي ما بدأت به . ويمارس الأساقفة ومعاونوهم الكهنة خدمتهم المثلّثة التي تسلّموها من الرسل، أساقفة العهد الجديد، جرياً على التقليد الرسولي . وتقوم هذه الخدمة المثلّثة في الكنيسة على : ١- الكرازة والتعليم: "إذهبوا، فتلمذوا كلَّ الأمم" (متى٢٨ : ١٩). ٢- التّقديس بنعمة الأسرار: "عمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". ٣- الرعاية برباط المحبة: "علِّموهم أن يحفظوا كلَّ ما أوصيتكم به" (متى ٢٨ : ٢٠). يمارس رعاة الكنيسة هذه الخدمة المثلّثة بسلطان إلهي، هو سلطان المسيح الربّ، وقد منحهم إيّاه، مؤكّدًا أنّه هو الفاعل من خلالهم بوعده: "ها أنا معكم إلى نهاية العالم" (متى ٢٨: ٢٠). حدّد المجمع المسكوني الأوّل عقيدة الثالوث الأقدس باستعمال ثلاث صفات : الأولى: "الجوهر" أو "الطبيعة" للدلالة على الكائن الإلهي في وحدانيّته. فنقول الثالوث الواحد. نحن لا نؤمن بثلاثة آلهة بل بإله واحد في ثلاثة أقانيم، الثالوث المتساوي في الجوهر. الأشخاص الإلهيّة لا يتقاسمون الطبيعة الإلهية، بل كلّ شخص له كلّ الجوهر والطبيعة. الثانية: "الشخص" أو "الأقنوم" للدلالة على الآب والابن والروح القدس في تميزهم الحقيقيّ الواحد عن الآخر، من جهة علاقاتهم الأصليّة. الآب هو المصدر الذي يَلد، الابن هو المولود، الروح القدس هو الذي ينبثق. فنقول الوحدانيّة الإلهية ثالوث. الثالثة: "العلاقة" للدلالة على أنّ واقع التميز بينهم قائم في الارتباط بين الأشخاص. الآب مرتبط بالإبن، والابن بالآب، والروح بالاثنين، والجوهر واحد. وكلّ واحد منهم هو كلّه للآخر. نُعبّر عن إيماننا بالثالوث في إشارة الصليب: نبدأ بها يومنا وصلاتنا وعملنا قائلين: "باسم الآب والابن والروح القدس"، إستلهامًا وإستنجادًا وإتّكالاً على الثالوث الأقدس. وننهي يومنا واعمالنا قائلين: "المجد للآب والابن والروح القدس" تمجيدًا وتسبيحًا وشكرًا أيضًا للثالوث القدّوس. في عيد الثالوث الأقدس، نجدّد إيماننا بالله الواحد والمثلّث الأقانيم: بالآب الذي أحبّنا وخلقنا ويعتني بنا، وبإلابن يسوع المسيح، الذي افتدانا وخلّصنا بموته وقيامته، وبالروح القدس الذي يتمّم فينا ثمار الفداء والخلاص، ويحيينا ويقدّسنا. ونجدّد إيماننا بالكنيسة، الأم والمعلّمة، التي تلدنا بالمعمودية والميرون المُقدّس لحياة جديدة، وتغذّي نفوسنا بطعام الكلمة الإلهية "كلام الله"، وبالإفخارستيا، القربان المُقدّس "جسد الربّ ودمه"، وتقدّسها بنعمة الأسرار الكنسية السبعة، والتي من خلال رعاتها، الأساقفة والكهنة، تمارس سلطانها الإلهي المثلّث: التعليم والتقديس والتدبير، باسم المسيح وبشخصه. فلنصلِّ من أجل أباء ورعاة الكنيسة المقدسة لكي بالغيرة الرسولية والأمانة للمسيح يسوع يمارسوا خدمتهم المثلّثة من أجل أبناء الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة، لكي يتلقوا، بروح الطاعة والمحبة للكنيسة، هذه الخدمة، لخلاص نفوسهم وإنعاش مجتمعاتهم بالقيم الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة. ومعًا نرفع المجد والتسبيح والشكر للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|