المسيح مصدر فرحي وبهجتي:
"أتهلل وأفرح برحمتك.
لأنك نظرت إلى تواضعي،
وخلَّصتَ من الشدائد نفسي" [7].
ثمر الخلاص من الأعداء (الخطايا) والدخول إلى الحضرة الإلهية هو الفرح الداخلي والسلام الحقيقي، حيث تلهج النفس بحب الله الذي رفعها من المذلة وأنقذها من الشدائد. لقد أدرك المرتل وسط آلامه معاملات الله السابقة معه، فتأكد من صدق مواعيده، وشعر أنه وإن سمح له الله بالشدائد لكنه دائم النظر إليه. إنه يبصره ويزن شدائده، ويضع لها حدودًا، إذ يعرف بحكمته السماوية وأبوته إمكانية احتمالنا، وما هو لنفعنا. يشبه الفخَّاري الذي لا تفارق عيناه الآنية التي في النار، ويعرف درجة الحرارة المناسبة لكل إناء، والمدة التي يبقى فيها داخل الفرن.
أبّوة الله ورعايته الدائمة وتخطيطاته هي سرّ فرحنا!
* الفرح في الله أقوى من الحياة الحاضرة؛ من يجده ليس فقط لا يدقق في فحص الآلام، بل ولا حتى يفكر في حياته، ولا يرتبك بشيء قط، ذلك إن تأهل بحق لهذا الفرح.
مار إسحق السرياني
ولقد أدرك المرتل أن هذا الفرح النابع عن الثقة في الله والتمتع بخلاص النفس من الأعداء الحقيقيين - أرواح الشر في السمويات والخطايا - هو عطية توهب خلال الاتضاع، إذ يقول: "لأنك نظرت إلى تواضعي".
* بأمر واحد فقط يمكنك أن تهزمهم (أي الشياطين)، بالاتضاع. ما أن تقتنيه حتى تنحل كل قوتهم.
* كنز الاتضاع داخلك، هذا هو الرب (نفسه).
مار إسحق السرياني