" فوقَفوا عن بُعدٍ" فتشير إلى البُرْص الذين عملوا بالشريعة التي تتطلب منهم أن يسكنوا بعيداً عن الناس كما ورد في التوراة "الأبرَصُ الَّذي بِه إِصابة تكونُ ثِيابُه مُمَزَّقةً وشَعَرُه مَهْدولاً ويَتَلَثَّمُ على شَفَتَيه ويُنادي: نَجِس، نَجِس. ما دامَت فيه الإِصابة، يَكونُ نَجِساً، إِنَّه نَجِس. فلْيُقِمْ مُنفَرِداً، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه "(الأحبار 13: 45-46).
فالبُرْص لا يخالطون الناس، بحسب الشريعة اليهودية، لان البَرَص نجاسة، ومن يتلامس معهم يتنجَّس، فهو رمز الخطيئة والشر الذي يشوّه الإنسان. ولا يتمَّ الشفاء من بَرص الخطيئة إلاَّ بالمسيح والذهاب إلى الكاهن ويُعلن الكاهن شفاءه رسميا.
يُعلق القدّيس برونو دي سيغني " كانوا واقفين عن بعد لأنّهم لم يكونوا يجرؤون على الاقتراب منه بسبب برصهم. هذا الأمر ينطبق علينا: طالما نحن في الخطيئة، نقف عن بعد " (شرح لإنجيل القدّيس لوقا).
فهؤلاء الرجال العَشَرَة يمُثلون البشرية التي صارت خلال الخطيئة محرومة من "الشركة المقدسة".