|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " فتشير إلى العبارة المألوفة "لا شكر على واجب" أي لا لزوم للشكر، أو قولنا " قمنا بالواجب، وبقي أن ننال المكافأة" المقصود هو انه مهما عملنا نحن لم نوفِ حق الله علينا، ولن نوفه مهما عملنا. فنحن مدينون له بحياتنا أولاً ثم بكل ما بين أيدينا، ثم بفدائه، وبحصولنا على البنوة. ويُعّلق القديس مرقس الناسك "نحن الذين وهب لنا الحياة الأبدية، نصنع الأعمال الصالحة لا لأجل الجزاء، بل لحفظ النقاوة التي وُهبت لنا". فملكوت السماوات هو هبة يعطيها الرب للعبيد المؤمنين وليس جزاءً لأعمالهم. ويعلق القديس أمبروسيوس "لا تفتخر أن كنت عبدًا صالحًا، فهذا واجب ملتزم أنت به". أمّا كيف يرى الله عمل خادمه، فيصفه يسوع في موضع آخر: " طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم" (لوقا 12: 37). الرب يخدمنا ليس لأننا نستحقه، ولكن لأنه سيد متذكرين أن "ابنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ" (متى 20: 28). تدل هذه الآية على إثابة المؤمنين في السماء بفضل نعمة الرب وليس استحقاق الإنسان فيصيروا طوباوييّن بفضل كلمة الرّبّ لهم وفق قول بولس الرسول "أَمَّا هِبَةُ اللهِ فهي الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ في يسوعَ المَسيحِ ربِّنا" (رومة 6: 23). وهذه الآية تعلمنا التواضع والاتكال على استحقاق المسيح لنيل الخلاص وعظمة محبة الله ورحمته، فانه مع إنَّا "خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم" يعملنا الله في السماء معاملة الأب لأولاده ويجعلنا ورثة المجد السماوي. وهذه نهاية مواعظ المسيح التي بدأها في الفصل الخامس عشر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن من يحمل الله في داخله يشابه العذراء الملكة |
قبل الله شفاعة خادمه موسى |
عوبديا شخصًا في داخله يخاف الله |
تجد داخله ملكوت الله |
طوبى للذي وجد ملكوت الله داخله |