في أعماق قلب كل إنسانٍ ٍ توجد شهوة واضحة أو خفية نحو الرغبة في إدراك كيف يسلك في هذا العالم ليعبر إلى الحياة الأخرى، حيث لا يعود يصارع، أو يخشى الموت. والمؤمن الحقيقي يدرك أن أورشليم العليا تنتظره، والسمائيون يتهيأون لاستقباله، لا كضيفٍ أو نزيلٍ، وإنما كصاحب بيت يشاركهم الأبدية. بهذا يتطلع إلى حياته كرحلة، وإن كانت شاقة لكنها سرية وممتعة.
وسط الأتعاب تتطلع عيناه إلى العرش الإلهي وإلى حضن الآب.
هذا الإصحاح يحمل رمزًا لهذه الرحلة التي تبدو طويلة ولكنها مفرحة، حيث انطلق عزرا ومعه قرابة 8000 شخصًا من بابل إلى أورشليم.
سبق فكشف عزرا عن يد الله الصالحة التي عملت في قلب ملك فارس ومشيريه لخير شعب الله. الآن يتلمس يد الله الصالحة والعاملة في قلوب الذين رافقوا عزرا في هذه الرحلة من بابل إلى أورشليم. إنه ليس بالأمر السهل أن يقبل أحد من الرؤساء أو الشعب أن يرجع إلى أورشليم ويترك عمله وتجارته ليبدأ من جديد في بلدٍ حلّ بها الخراب، وأحاط بها الأعداء من كل جانب. هذا بجانب قسوة الرحلة التي تبلغ طولها حوالي 1400 كم، يسيرونها على الأقدام لمدة حوالي أربعة أشهر.