أَقولُ لَكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ
أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَة.
تشير عبارة " الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ " إلى موقفٍ بعيد كل البعد عن موقف الفريسيين وتذمّراتهم (لوقا (14: 10-32)؛ يعرف القديسون والملائكة قيمة النفس وعظمة العذاب الذي يقع على النفس الهالكة وعظمة السعادة التي تنالها النفس التائبة، فهم يعرفون محبة المسيح وما احتمله لأجل الخطأة، ولذلك يفرحون عند توبة الخاطئ.
ويعلق القدّيس كيرِلُّس، بطريرك الإسكندريّة
" عندما تجلّى لنا الربُّ الإله وصار إنسانًا، كان مصدرَ ابتهاج القوّات العلويّة وجمهور الجند السماويّين والملائكة بكافة درجاتها! فإذا كان كلامُ الربّ حقًّا حينما قال "هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة" (لوقا 15: 7)، فكيف نشكّ إذًا بأنّ الفرح والبهجة يغمران جمهورَ الجند السماويّين حين دعا الرب إلى التوبة، وبرّر بالإيمان ونشر النورَ بالتقديس؟ " (عن أشعيا، الفصل الرّابع).
يقابل المسيح هنا فرح السماء لتوبة الخاطئ واحد بتذمر الفريسيين والكَتَبَة عليه لطلبه خلاص الخطأة.