فكل حياة المسيح تُعبِّر عن رسالته الخلاصية، وهي أن يخدم ويبذل نفسه فداء عن الكثيرين " لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45). وأمَّا الإيمان بالله هو الايمان بمن أرسله، " ابنِهَ الحَبيب (مرقس 1: 13). ويسوع نفسه قال لتلاميذه: " إنَّكم تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً" (يوحنا 1:14).
اعترفت الكنيسة سنة 325، في مجمع نيقية المسكوني الاول، ان الابن "واحد في الجوهر" مع الآب، أي انه هو والآب إلهٌ واحد. والمجمع المسكوني الثاني، المنعقد في القسطنطينية سنة 381، احتفظ بهذا التعبير في صياغة قانون ايمان نيقية، واعترف بقوله "يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل جميع الدهور، نورٌ من نور، إلهٌ حقٌّ من إله الحق، مولودٌ غيرُ مَخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر". وهنا يكمن السر في شخصية يسوع الناصري الذي حاول يوحنا المعمدان ان يعلنه ويشهد به.