هناك درس في التواضع نأخذه من السحاب والماء يتبخر الماء فيجف ويرتفع إلي فوق ويصير سحابًا. ولكنه في ذلك لا ينسي أصله أنه كان تحت في مستوي أقل من سطح الأرض. وهكذا يتضع، لأنه يعرف أن هذا الارتفاع سوف لا يدوم. وسيأتي وقت يبرد فيه ويتكثف، وتهب ريح فتسقطه إلي الأرض وقد تمتصه جذور شجرة فيهبط إلي تحت الأرض.. أتري يستطيع السحاب أن يفتخر علي الماء، وهو يعرف أصله ومصيره؟! أم هل يمكن أن يصاب الماء بصغر النفس إن تذكر زملاءه من القطرات التي تبخرت وارتفعت إلي فوق؟! كلا فكل من الاثنين راض بحالته، سواء أصعده الله إلي السماء، أو أهبطه إلي الأرض، أو امتصته جذور شجرة أو دخل في شرايين الأوراق أو الأغصان.. إنه درس آخر في حياة التسليم.