|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان إيفاجريوس الشماس مكرماً جداً بالقسطنطينية، وكان له عمله الوعظي الفعال، لكن عدو الخير اقتنصه بالتفكير في إحدى النساء الشريفات، وإذ كان يخاف الله صار يبكي طالباً منه أن يحرره من أفكار الشهوة، خاصة وأن السيدة نفسها كانت تحبه جداً. وفي إحدى الأيام إذ كان يصلي بحرارة رأى كأن جنود الوالي ألقوا القبض عليه وقيدوه وألقوه في حبس ووضعوا قيداً حول عنقه دون إبداء أسباب، فظن أن ما حل به كان بشكوى من زوج المرأة عقاباً له على أفكاره. إضطرب إيفاجريوس جداً، لكنه شاهد أيضا آخرين يحاكمون، وإذا بالملاك يتحول إلى صديق يتحدث معه وهو مقيد مساق مع أربعين من المجرمين هكذا: – لما حجزت هنا أيها الشماس؟ – لست أدري على وجه التحديد، لكني أشك أن للوالي شكاية ضدي، وقد امتلأ حسداً، وأخشى أن يأخذ القاضي نفسه رشوة ويعاقبني. . أصغ إلى نصيحة صديق، فإنه لا أمان لك هنا في هذه المدينة. – اطلب من الله أن يحررني من هذه الضيقة، وإن رأيتني بعد ذلك في القسطنطينية عاقبني دون محاكمة. – سأقدم لك الإنجيل وتقسم عليه أنك تغادر المدينة، وتهتم بنفسك، وأنا أحررك من الضيقة. – ساحزم امتعتي اليوم واترك المدينة فوراً. أدرك إيفاجريوس أنه كان في رؤيا لكنه شعر بالتزام أن يتمم ما تعهد به في الرؤيا، وقام للحال وانطلق بمركب إلى أورشليم، حيث استقبلته الراهبة الرومانية المطوبة ميلانيا. لكن للأسف كشاب نال شهرة عظيمة قسى الشيطان قلبه، وعاد إلى أفكار الشر خلال غروره وكبريائه، فسمح له الله بحمى شديدة أنهكت قواه، وقد بقي يعاني منها ستة شهور دون شفاء. هنا تدخلت القديسة ميلانيا لتسأله: “يا بني، إني حزينة لمرضك الطويل، قل لي ما في فكرك، لأن مرضك ليس بعسير على الله”، وإذا صارحها بكل شيء قالت له: “ليتك تعدني أمام الله أن تقصد الحياة الرهبانية، ومع أنني خاطئة لكنني أصلي من أجلك فيهبك الله الشفاء”. فوافقها على ذلك، وصلت من أجله. وإذ شفي بعد أيام قليلة انطلق إلى جبل نيتريا في مصر ليمارس حياة روحية تقوية جديدة، مجاهداً بلا انقطاع في نسك شديد مع عبادة ودراسة في الكتاب المقدس وأيضا النساخة إذ كان خطه جميلاً. ضيق عليه شيطان الشهوة الخناق كما قال بنفسه للقديس بالاديوس حتى كان يضطر أن يقف عارياً، في وسط الليل في البرد فيتجمد جسده، وهو يصرخ ويصلي وكان عنيفاً جداً مع جسده لتأديب نفسه. نفي نفسه لمدة سنتين في جبال نيتريا ثم دخل بعد ذلك إلى الصحراء ليعيش لفترة 14 عاماً في منطقة القلالي. وفيها تعرف على القديسين مكاريوس الكبير ومكاريوس الإسكندري لكي يسترشد بهما ويسير على منوالهما. كان يقتات من عمل يديه وهو الكتابة حسب رواية بالاديوس الذي كان أحد تلاميذه “كتب بطريقة ممتازة عن شخصيات أوكسيرينكوس (البهنسا) .(Hist.Laus.38,10) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|