|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَلَدْ أم عمود حديد؟ هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة، وعمود حديدٍ وأسوار نحاس على كل الأرض ( إر 1: 18 ) قارئي، ربما يملأك هذا العنوان بالحيرة للوهلة الأولى، وهل الطبيعة أو الحياة، تمنح فرص الخيار، لكائن أن يختار، أن يكون فأرًا أو أسدًا؟ أو أقول لك بأسلوب كتابي، هل يمكن للولد، وأقصد ما تحمله الكلمة من معاني الضعف والصِغَر، أن يكون عمود حديد وأسوار نحاس؟ أو هل يمكن للعنكبوت أو الوبار أن يصبح «عمودًا في هيكل الله»؟ وما السبيل إلى ذلك؟ لقد كلَّف الرب إرميا في يومه بمهمة شريفة، وكما «اختار داود عبده، وأخذه من حظائر الغنم، من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب شعبه» ( مز 78: 70 ، 71)، كلَّف إرميا صغير السن، ضيِّق النفس، فجعله «نبيًا للشعوب» ( إر 1: 5 )، وكانت الإجابة المتوقعة منه «آه، يا سيدي الرب، إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولدٌ» ( إر 1: 6 )، وماذا يمكن أن يفعله الولد أمام «الشر الذي كان عتيدًا أن ينفتح من الشمال على سكان الأرض» (ع14)؟ بل أمام شر أمة قائلة: «للعود أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني»؟ بل تلخيصًا أقول: ماذا يفعل الولد أمام شعب فاسد، وقاضٍ عادل، وقضاءٍ مرعبٍ؟ بل ماذا يفعل مَنْ أراه الرب ثمانِ رؤى في ليلةٍ واحدة، ربطت التاريخ بالنبوة، من بداية أزمنة الأمم، وامتدت حتى رجاء الشعب الأرضي. أقصد زكريا النبي، وقيل عنه أيضًا «اجرِ وكلِّم هذا الغلام» ( زك 2: 4 ). فإرميا ولد، وزكريا غلام، وبولس «يُسر بالضعفات» ( 2كو 12: 10 )، بل «في الحضرة ذليل بينهم» ( 2كو 10: 1 )، بل وقيل عن حضوره بالجسد «ضعيف» ( 2كو 10: 10 )، ونحن جميعًا «الوبار الطائفة الضعيفة» ( أم 30: 26 )، بل و«أونِ خزفية»، ولكن لا تنسَ أن الكنز بداخلها (2كو4). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|