|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يارب أرزقنا بشرى مفرحة
أود في نهاية عام و بداية العام الجديد ، أن أكلمكم بكلمة أمل ورجاء أود أن يشرق علينا هذا العام كنور ، برسالة فرح من السماء لأنه بميلاد ربنا يسوع المسيح ، وولد السلام وكان ميلاد الرب بشري فرح للجميع وفي يوم ميلاده وقف الملاك يقول للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم ، يكون لجميع الشعب " " إنه ولد لكم اليوم مخلص "( لو 2: 10، 11) ها أنا أبشركم بفرح عظيم " في هذه العبارة نجد رسالة المسيحية كلها لقد جاءت المسيحية لكي تبشر الناس بالفرح العظيم الذي يكون لجميع الشعب لذلك فكلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة ، أخبار سارة وكان الرسل يبشرون ، أي ينقلون هذه الأخبار السارة إلي جميع الناس فيقولون لهم أتي الخلاص ويوحنا المعمدان ، الذي هيأ الطريق أمام ربنا يسوع المسيح ، كان يبشر الناس بأنه قد " أقترب ملكوت الله "( مت 3: 2) ونحن كرجال دين ، وليس لنا عمل سوي أن نبشر الناس بهذا الفرح العظيم ورسالتكم أنتم هي هذه ، أن تبشروا الناس بهذا الفرح وأن تفرحوا معهم وأن تفرحوا معهم وأي فرح ؟أن المسيح أتي بديانة مفرحة لجميع الناس ، تحمل لهم الخلاص وتحمل لهم الفداء ، وتكسر أبواب الجحيم ، وتفتح أبواب الفردوس أتي المسيح برسالة تقول للص وهو علي الصليب " اليوم تكون معي في الفردوس " ( لو 23: 43) رسالة تقول لرئيس العشارين الخاطئ ، مثال الظلم و الشر في حيله ، تقول له اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت ، إذ هو أيضاً أبن لإبراهيم ( لو 19: 9 ) إنها رسالة تبشر الأمم الغرباء ، البعدين عن رعوية الله في ذلك الحين ، الذين كانوا محتقرين من إسرائيل ، فتقول عنهم يأتون من المشارق و المغارب ، ويتكئون في أحضان إبراهيم في ملكوت الله ( مت 8: 11، لو 13: 29) الدين عموماً هو رسالة مفرحة للناس ، وبشارة فرح لهم . أسباب للفرح:- " إفرحوا في الرب كل حين . وأقول أيضاً إفرحوا "( في 4: 4) " إفرحوا في الرب "( في 3: 1) إفرحوا بالصلح الذي تم بين السماء والأرض إفرحوا في الرب يسوع المسيح ، الذي أتي ليصالح السمائيين مع الأرضيين ، ويجعل الاثنين واحداً ، ويكمل التدبير بالجسد إفرحوا لأن خطاياكم ستمحي والرب لا يعود يذكرها ( أر31: 34 ) . أفرحوا لأن الرب سيغسلكم ، فتبيضون أكثر من الثلج . حقاً إنها بشري مفرحة للناس بشري بالخلاص من خطاياهم ، يقول فيها الرب " أعطيهم قلباً ليعرفوني إني أنا الرب ، فيكونوا لي شعباً ، وأنا أكون لهم إلهاً ، لأنهم يرجعون إلي بكل قلبهم " أر 24: 7) يقول أيضاً " أجعل شريعتي في داخلهم ، وأكتبها علي قلوبكم " ( أر 31 : 33) وماذا أيضاً يارب في كلامك المفرح هذا ؟ يقول " لأني أصفح عن إثمهم . ولا أذكر خطيتهم بعد " ( أر 31 : 34) حقاً مبارك هو الرب ، في كل عهوده المفرحة ، التي ذكرها في العهد القديم نبوءة عما سيفعله معنا في هذا العهد الجديد ونحن في هذه السنة الميلادية الجديدة ، التي نذكر فيها أنه قد ولد لنا مخلص هو المسيح الرب ( لو 2 : 11 ) ، " يخلص شعبه من خطاياهم" ( مت 1 : 21 ) . يلذ لنا أن نذكر عمله المفرح ، كما رواه أشعياء النبي قال روح الرب علي ونحن لماذا ؟ لأية رسالة ؟ فيجيب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب ، لأنادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالإطلاق ، لأنادي بسنة مقبولة للرب ، لأعزي كل النائحين لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد ، ورداء تسبيح ، عوضاً عن الروح اليائسة ( أش 61: 1- 3) نعم ما أجملها رسالة مفرحة ، تبشر المساكين والمنكسري القلوب تنادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالإطلاق وكلمة المأسورين تعنينا كلنا فكلنا كنا في أسر إبليس ، مأسورين بالخطايا والذنوب وكان الشيطان له سلطان ، قال عنه الرب لليهود " هذه ساعتكم وسلطان الظلام "( لو 22: 53) ثم جاء المخلص ، الذي ينادي بالإطلاق ، فهتف الملاك قائلاً للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم ". نظرة مستبشرة:- لذلك نريد في هذه السنة ، أن تكون لنا النظرة المستبشرة تكون لنا النظرة المتفائلة ، المملوءة رجاء ، التي دائماً تري الفرح في كل شئ لأنه كثيراً ما يوجد أشخاص يعقدون الأمور ، ويشعرون اليأس ، ويغلقون أبواب الرجاء المفتوحة ، ويكونون كالبوم التي تنعق منذرة بالخراب! وهؤلاء ليس لهم صوت لأن صوت الله يقول ينادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالإطلاق يبشر المساكين ، ويعطيهم فرحاً عوضاً عن النوح ولهذا يقول سفر أشعياء أيضاً ما أجمل قدمي المبشر بالسلام ، المبشر بالخير ، المخبر بالخلاص ( أش 52: 7) حقاً ما أجمل أقدام المبشرين بالخير ، المبشرين بالخير ، المبشرين بالسلام ، الذين يغرسون الفرح في قلوب الناس ، وينزعون الحزن من القلوب المكتئبة ، ويجعلونها تمتلئ بالفرح وهذه هي رسالة أولاد الله وقد كان هذا هو عمل المسيح له المجد ، يملاً الدنيا فرحاً وسلاماً ، يبهج قلوب الناس ، ويمسح كل دمعة من عيونهم ( رؤ 7: 17) كان يجول يصنع خيراً ( أع 10 : 38) يفرح قلب السامرية ، والمرأة الخاطئة ، والمضبوطة في ذات الفعل ، ويفرح قلوب العشارين و الخطاة ، ويرفع معنوياتهم بأن يحضر ولائمهم ويبشر الناس بأن النور قد أضاء في الظلمة ، وأنهم في فجر جديد وقد تعلم الرسل هذا الأسلوب من السيد المسيح ، وإذا ببولس الرسول يقول " ثمر الروح محبة ، فرح ، سلام "( غل 5: 22) واضعاً الفرح في مقدمة ثمار الروح ويدعوا الناس إلي الفرح الدائم ، قائلاً لهم " إفرحوا كل حين "( 1تس 5: 16) ،" إفرحوا في الرب كل حين "( في 4: 4) أو ليس هذا أيضاً هو ما قاله لتلاميذه "تفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم "( يو 16: 22)إذن انشروا رسالة الفرح . أفرحوا الناس:- ارسموا ابتسامة علي كل شفة واغرسوا الأمل و الرجاء لا تشيعوا الكآبة فإن الله لا يريدكم أن تحيوا في كآبة ،هذا الذي أرسل ملاكه ليبشركم بفرح عظيم ولكن لعل إنسانا يسأل كيف يستطيع القلب أن يفرح ، وهناك أسباب كثيرة تدعوه إلي الحزن و التعب أبواب مغلقة ، ومشاكل معقدة ، وخطايا تبعد عن الله ؟ وأنا أقول أن الرجاء يحل كل هذا فقولوا للناس كل مشكلة لها حل وكل باب مغلق له مفتاح وما أسهل أن تكون لكل خطية توبة ، ولكل خطية غفران وكل خصومة مع الله تساعد النعمة أن توجد لها صلحاً لذلك عيشوا باستمرار في الرجاء دربوا أنفسكم أن تكونوا كما قال الرسول " فرحين في الرجاء "( رو 12: 12) وكونوا أنشودة فرح في قلوب الجميع لا تجعلوا إنساناً ييأس مهما كانت الأسباب وإن سدت الأبواب أمامه ، افتحوا له طاقة من نور واعطوه رجاء في كل فروع الحياة ، مادية أو روحية كونوا مبشرين بالخير ، ومبشرين بالسلام قولوا لكل ضعيف هناك قوة إلهية تسندك وقولوا لكل خاطئ إن الله مستعد أن يخلصك " لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلي معرفة الحق يقبلون "( 2تي 2: 4) قولوا له أن الله مستعدك فروحه القدوس يعمل معك ، ونعمته واقفة علي بابك تقرعه وملائكة الله حالة حولك لتنقذك ، وأرواح القديسين تشفع فيك ووسائط النعمة ستأتي بفاعليتها كونوا رسالة رجاء ، ورسالة سلام ، وأفرحوا الكل قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة ( عب 12: 12 ) وقد اخذ معلمنا بولس هذه النصيحة من قول الوحي الإلهي في العهد القديم لسان أشعياء النبي " شددوا الأيادي المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها قولوا لخائفي القلوب تشدوا لا تخافوا هوذا إلهكم هو سيأتي ويخلصكم ( أش 35 : 3، 4) أريحوا الناس من متاعبهم علي قدر ما تستطيعون ، فهكذا كان يفعل السيد المسيح الذي قال " تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الحمال ، وأنا أريحكم " ( مت 11: 28 ) تعالوا إلي ، فأنا قد جئت إلي العالم لأحمل تعب الناس كما قال عني أشعياء " أحزاننا حملها ، وأوجاعنا تحملها "( أش 53: 4) لقد جئت لأبشر المتعبين بالراحة . أتيت لأعصب منكسري القلوب ، لأبشر المساكين حتي القصبة المرضوضة ، و الفتيلة المدخنة قبل عن الرب " قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيله مدخنة لا يطفئ " ( مت 12: 20) إنه يعطي رجاء للكل هذه القصبة المرضوضة يعصبها ربما تشتد وتستقيم وهذه الفتيلة المدخنة قد ينفخ فيها فتعود وتشتعل إن السيد المسيح أراد أن يقدم لنا رسالة فرح ، ديانة فرح بشري كلها رجاء بأن الملكوت قريب ، والخلاص قريب إني أعجب من الذين تملكهم الكآبة في الجو الديني !وتصبح الكآبة هي الطابع الذي تتميز به روحياتهم باستمرار . ولا يجدون في الكتاب المقدس كله من أوله إلي آخره ، من التكوين إلي الرؤيا ، من أول " في البدء خلق الله السموات والأرض " إلي " أمين تعال أيها الرب يسوع " لا يجدون في كل هذا سوي قول سليمان الحكيم " بكآبة الوجه يصلح القلب "( جا 7: 3) وإن أرادا أن يضيفوا عليها شيئاً يضيفون " طوبي للباكين الآن "( لو 6: 21) ونحن نريد أن نقول لهؤلاء حتي البكاء و الحزن في المسيحية ، ممزوجان بالفرح !وقد قال السيد المسيح لتلاميذه " أنتم ستحزنون ، ولكن حزنكم سيتحول إلي فرح عندكم الآن حزن ولكني سأراكم فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم " ( يو 16: 20، 22) . وما أجمل قول القديس بولس الرسول ، التي يلخص فيها متاعبه وضيقاته هو وكل العاملين معه ، فيقول كحزانى ، ونحن دائماً فرحون " ( 2كو 6: 10) إنه فرح يميز كل أولاد الله في كل ظروف حياتهم ، فرح في الرب ، فرح لا ينطق به ومجيد ( 1بط 1: 8) ، فرح من النوع السامي ، فرح روحاني ، فرح إلهي ، فرح لا ينتهي فرح كل حين . فرح مهما كانت المتاعب :- حياة أولاد الله لا تخلو من المتاعب ، لأنهم يحملون صليباً ولكنهم يفرحون في وسط متاعبهم لأن المتاعب شئ ، والحزن شئ آخر السيد المسيح كان أمامه الصليب ومع ذلك قيل عن في الصليب وآلامه وخزيه " من اجل السرور الموضوع أمامه ، أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي "( عب 12: 2) وقد قال بولس الرسول " لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والضيقات لأجل المسيح "( 2كو 12: 10) أولاد الله يفرحون بالتعب ، أذ يرون في التعب إكليلاً لا تضغطهم المتاعب ، بل يفرحون بها ، عارفين أن كل إنسان ينال أجرته من الله بحسب تعبه ( 1كو 3: 8) والقديس يعقوب الرسول يقول " احسبوه كل فرح يا أخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة "( يع 1: 2) وأولاد الله لا يرون في التجارب والمتاعب شيئاً من التخلي ، بل يرون أن الله يفتقد بها أولاده لكي يهبهم نعماً الشهداء كانوا يفرحون ويغنون ، وهم ذاهبون للإستشهاد كما كانوا يحبون في فرح ، كانوا في فرح أيضاً يستقبلون الموت ، شاعرين إن الرباطات التي تربطهم الزائل قد تمزقت لذلك فهم فرحون أن يلتقوا بالله ، وفرحون بالإكليل ، وفرحون بإتمام جهادهم علي الأرض ، وفرحون بالقوة التي جعلتهم يثبتون في الإيمان بولس الرسول كان فرحاً ، وهو في السجن الضيقة دائماً خارجهم ، لا يمكن أن تدخل إلي قلوبهم لذلك فقلوبهم فرحة وفي عزاء لأن العزاء يأخذونه من داخلهم وليس من خارجهم وفي داخلهم يوجد الإيمان بالله المحب الراعي المهتم بالكل الذي قال الكتاب عن اهتمامه ومحبته وحفظه " أما أنتم ، فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة "( لو 12: 7) لا تسقط شعرة واحدة منها بدون إذن أبيكم ، الذي نقشكم علي كفه الله الذي يحافظ حتي علي العصافير ، فلا يسقط واحد منها بدون إذنه ، وأنتم أفضل من عصافير كثيرة ( مت 10: 29- 31) . لذلك كان أولاد الله في كل ضعفاتهم ، يغنون للرب أغنية فرح ، ويسبحونه تسبيحه جديدة ... ويأخذون بركة هذه الضغطات . قيل عن الآباء الرسل الإثني عشر ، بعد أن يجلدوهم ، أنهم مضوا " فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهابوا لأجل إسمه "( أع 5: 41) وأولاد الله كما يفرحون في المتاعب ، يفرحون مهما كانت العوامل الخارجية تدعو إلي اليأس كما في ترنيمة العاقر . ترنيمة العاقر:- إنها قطعة عجيبة في الكتاب ، في نبوءة أشعياء ، تدعو إلي الرجاء العجيب ، وإلي الفرح بالرب ، مهما كانت الظروف الخارجية فهل هناك أصعب من ظروف العقار التي لا رجاء لها في إنجاب البنين ! أنظر ماذا يقول الكتاب لها يقول وهو يحمل لها بشري الفرح " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنيم " ( أش 54: 1) كيف تترنم هذه ؟ وما دواعي الفرح أمامها ؟ فيجيب ترنمي ليس بما هو كائن ، إنما بما سوف يكون وما الذي سوف يكون يارب ؟ يجيب في رجاء " أوسعي مكان خيمتك ، ولتبسط شقق مساكنك "، " لا تمسكي . أطيلي أطنابك ، وشددي أوتادك "، لأنك تمتدين إلي اليمين وإلي اليسار "، ويرث نسلك أمماً ، ويعمر مدناً خربة "( أش 53) ويختم الرب هذه الأنشودة الجميلة بقوله " لحيظة تركتك . وبمراحم عظيمة سأجمعك "( أش 53: 7) إذن بالإيمان " أوسعي مكان خيمتك " سيكون لك أولاد ، وسيكثرون وتمتدين إلي اليمين وإلي اليسار ألا يدعو هذا إلي فرح الرجاء ، الرجاء في وعود الرب لذلك أولاد الله في فرحهم يكونون " غير ناظرين إلي الأشياء التي تري ، بل إلي التي لا تري "( 2كو 4 : 18 ) إنهم يفرحون لأنهم يحيون بالإيمان . وما هو الإيمان ؟ أنه الثقة بما يرجي ، والإيقان بأمور لا تري " ( عب 11: 1 ) ونحن نفرح بهذا الذي لا يري وبالإيمان نغني أيضاً بترنيمة هذا العاقر ، التي تكررت قصتها مع عاقر أخري هي سارة إمرأة أبينا إبراهيم ولم يكن لهما ولد ، حتي أنها حينما سمعت وعد الرب ، ضحكت في داخلها ،وفي يأس قالت " أبعد فنائي يكون لي تنعم ، وسيدي قد شاخ " ( تك 18: 12)ولكن الغير مستطاع عند الناس ، مستطاع عند الله ( مر 10 : 27 ) هكذا قال الرب ( لو 18: 27 ) ، ليجعلنا نرجو ونفرح ولكي يثبت هذا لأبينا إبراهيم وزوجته العاقر قال له نسلك سيكون كنجوم السماء وكرمل البحر إن استطعت أن تعد رمل البحر ، تستطيع أن تعد نسلك وكأن سارة تقول أنا لست أجد أبنا واحداً فقط أفيكون لي نسل كعدد نجوم السماء ؟! هذا عجيب نعم ، في الرجاء " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلك أشيدي بالترنيم لا يأس في الحياة مع الله أنه الرب المعطي بسخاء ، الذي يفتح لنا كوي السماء الذي يفيض من محبته ورعايته علي كل أحد ، الذي قال جئت لأعصب منكسري القلوب ، وأبشر المساكين ، وماذا أيضاً ؟ يقول : أبشر بسنة الله المقبولة:- ما هي البشري الطبية التي تحملها في هذه السنة المقبولة أمام الله ؟ ما هي بشراك يارب ، وكل سنواتك مقبولة ؟ جئت لأبشر شاول مضطهد الكنيسة بأنه سيصير بولس الكارز العظيم وجئت أبشر كثيرين من أمثاله أبشر موسي الأسود ، القاتل السارق الشرير ، بأنه سيصير القس موسي العظيم ، أب الرهبنة ، وصاحب القلب الحاني الطيب الوديع أيضاً أبشره بأنه سيكون شهيداً جئت لأبشر اوغسطنيوس الفاسد ، الذي تبكي عليه أمه ، بأنه سيصبح كنز الروحيات و التأملات الذي تنتفع به أجيال كثيرة جئت لأبشر مريم القبطية الزانية بأنه ستصبح سائحة قديسة ، يتبارك منها الأنبا زوسيما القس جئت لأبشر المسبيين بالعتق ، والمأسورين بالإطلاق ، جئت لأبشركم بسنة سعيدة مقدسة مقبولة أمام الله ، وأقول لكم إنه لا يوجد شئ غير مستطاع عند الله ولا توجد مشكلة يعصي حلها علي خالقها العظيم ، الذي يفتح ولا احد يغلق ( رؤ 3 : 7) جئت لأبشر الأرض المظلمة الخربة المغمورة بالمياه الأرض التي قيل عنها في سفر التكوين أنها خربة وخاوية ومغمورة بالماء ، وعلي وجه الغمر ظلمة ( تك 1: 2) جئت أبشر هذه الخربة بأن روح الله يرف علي وجه المياه ، وأن الله سينيرها ، ويقيم فيها كل نفس حية ، مع جنات وبساتين ، ويجعل فيها أزهاراً وزنابق ، ولا سليمان في كل مجده كواحدة منها وستكون هذه الأرض رمزاً لكل نفس خربة وخالية هذا هو الله المحب القادر ، وهذه هي بشارته المفرحة لذلك كل من يعقد الطريق أمامك ، لم يفهم الله بعد الذي لا يذكر لك سوي الجحيم وجهنم و العذاب والبحيرة المتقدة بالنار و الكبريت ، ويعطيك صورة مسودة عن الأبدية ، هذا لم يعرف الله بعد ، وكلامه غير مقبول في بداية سنة جديدة ، نريد فيها بشري طيبة الأولي إذن أن نبشركم بإلهنا الطيب الحنون ، الذي غني بمراحمه وإحساناته داود النبي ، فقال في مزمور 103 كلاماً جميلاً محبباً إلي النفس ، نقتبس منه قوله باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل إحساناته "ويتذكر المرتل في فرح إحسانات الله إليه ، ويذكر بها نفسه فيقول الذي يغفر جميع ذنوك ، الذي يشفي كل أمراضك ، الذي يفدي من الحفرة حياتك ، الذي يكللك بالرحمة والرأفة ، الذي يشبع بالخير عمرك ، فيتجدد مثل النسر شبابك ( مز 103 ) ثم يذكر المرتل إحسانات الرب من جهة مغفرة الخطايا ، فيقول لا يحاكم إلي الأبد ، ولا يحقد إلي الدهر لم يصنع حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا لأنه مثل ارتفاع السموات والأرض ، قويت رحمته علي خائفيه كبعد المشرق عن المغرب ، أبعد معصينا إذن ليس هو إلهاً يترصد الخطايا ، ليدخل الناس إلي جهنم أنه رحيم ورؤوف ، طويل الروح وكثير الرحمة ، يتراءف علي خائفية ، كما يترأف الأب علي بنيه ومادام هكذا فلنفرح إذن بالرب علينا أذن أن نفرح الناس ، لكي يطمئنوا إلي إله أخذ الذي لنا ، ليعطينا من الذي له صار أبنا للإنسان ، ليجعلنا أولاداً الله هذا الذي أتي ليخلص شعبه من خطاياهم كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعاً "( أش 53: 6) هناك أشخاص أفكارهم سوداء كلها قسوة وعنف وعدم مغفرة ويلقون ثيابهم السوداء ، ليلبس كواحد منهم ولكن الرب ، كل ما فيه أبيض ناصع ، ما أبعده عن أفكار الناس السوداء ونشكر الله أنه حتي الملائكة الذين ظهروا ، ظهروا بثياب بيض ، ثياب من نور إلهنا إله طيب وتأكد أنه سيفتح له طريق الخلاص ، وأنه سيخلصك من جميع خطاياك إنه لابد سيفتقدك ، ولو في آخر الزمان ولو في الهزيع الأخير من الليل ، ولو بعد أن يضطرب البحر ، ويخيل إليك أن السفينة ستنقلب إنه لن يتركك ، بل ستدركك رحمته ، ولو ساعة الموت أو قبيل ذلك بقليل نعم لن يتركك أن كانت الخطية أقوي منك ، فرحمة الله أقوي من الخطية إن كانت الخطية تزداد ، فالنعمة تكثر جداً إن خفت من الذين قاموا عليك ، فاعرف أن " الذين معنا أكثر من الذين علينا "( 2مل 6: 6 ) إننا نحب أن نعيش في فرح دائم تهب الأمواج ، وته الرياح ، وتسيل الأمطار ، وتتزلزل الجبال أما نحن فنسبح الرب تسبيحه جديدة نغني أغنية جديدة للرب نعيش في فرح "" راسخين غير متزعزين " ( 1كو 15 : 58 ) ، واضعين في أنفسنا حقيقة هامة ، وهي أن الله يتدخل في كل مشكلة ، ليحلها الله يتدخل والله أقوي من العالم . الله سينتصر فيك:- أن الله قد غلب العالم . وقال لنا " في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبات العالم " ( يو 16 : 33) لقد غلبه في القديم والحاضر وفي كل حين وهو قادر أن يغلب العالم فيك ، وبك وهو مستعد أن يغلبه في كل معركة روحية تقوم ضدك إنه لا يترك عصا الخطاة تستقر علي نصيب الصديقين " ( مز 124 ) إنما يعوزك فقط أن تقول له أرنا يارب رحمتك ( مز 84) أمنحنا بهجة خلاصك ( مز 50 ) جميلة هي عبارة " بهجة خلاصك " أن الرب قد جاء يقدم الخلاص ، ويقدم معه أيضاً بهجة خلاصه لذلك نحن نبشر بسنة مفرحة ، بسنة الله المقبولة سنة يعمل الله فيها عملاً مفرحاً وقوياً نبشر بإله قوي ، أقوي من العالم ومن الشيطان ومن الخطية إله أنتصر في حروب أولاده في القديم ، وينتصر الآن وفي كل زمان إله يعطي المعيي قوة ( أش 40 : 29 ) ويجدد مثل النسر شبابه إله أفرح كل الذين تبعوه ، وقادهم في موكب نصرته ( 2كو 3: 14 ) هذه هي البشري التي نقدمها في سنة جديدة فحاذر أن تنظر إلي العالم الجديد بمنظار قاتم حاذر أن تنظر إليه بمنظار اليأس أو الخوف أو القلق ولا تظن أن الأبواب مسدودة موصدة أخشى أن تكون نفسك هي المسدودة أفتح أذن حواسك الروحية ، لتري مراحم الله ومعونة الله ومعونة الله وتفرح وتبتهج وأطلب من أليشع النبي أن يصلي من أجلك ، كما صلي من أجل تلميذه جيحزي ، ويقول افتح يارب عيني الغلام ، فيري ( 2مل 6: 17 ) وستري جبل الله مملوءاً خيلاً ومركبات ، فتطمئن نفسك وتفرح وستجد الرب قد فتح لك طريقاً في البحر فتفرح وستسمع داود النبي يرتل في أذنيك قائلاً " نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الشياطين الفخ انكسر ونحن نجونا "( مز 123 ) ستسمع هذا من فم داود فتفرح إن القوة الإلهية موجودة . ولكن يعوزك أن تراها لا تقل في بداية العام " لا توجد معونة " أو " أعطني يارب معونة " ، إنما قل أعطني يارب أن أري المعونة الموجودة فأمجدك " أرنا يارب رحمتك "( مز 84 ) أذن رسالة هذه السنة الجديدة ، هي أن نبشر الله المقبلة نبشر الناس بفرح عظيم ، نبشرهم بخلاص الرب نبشر الضعيف بقوة تحيط به من فوق نبشر اليائس بالأمل والرجاء ونبشر الخاطئ بعمل النعمة فيه ، وبافتقاد من الروح القدس ليتوب ويرجع غلي الله نبشر الكل بأن الله يجول يعمل خيراً ، يجول في كل مكان يشبع كل حي من رضاه ، ويمسح كل دمعة يراها في عين كل إنسان هذه هي طريقة الرب ، الذي خلقنا للفرح ، وأعدنا لنعيم أبدي لذلك فالأبدية هي مكان للنعيم والأبدية تعمل فينا نقول عن الأبدية في صلواتنا " الموضع الذي هرب منه الحزن و الكآبة والتنهد "والأرض أيضاً مكان خلقه الله لفرح " فرح للمستقيمين بقلوبهم " وعبارة " أفرحوا في الرب كل حين " الفرح صورة مشرقة للدين:- ليست هي مجرد نصيحة ، إنما هي أمر من الوحي الإلهي إن سرت في طريق الله ، فملكت الكآبة ، ستعطي صورة كئيبة عن الدين و الحياة الروحية ، ويقول كل من يراك هذا الإنسان كان هادئاً ومطمئناً ، وقلبه عامر بالحب والسلام ولكن منذ أن تدين صار متجهم الملامح ، عابس الوجه ، يسير وهموم الدنيا كلها علي كتفيه ، وأحزان العالم كله فوق رأسه وهكذا يعثرون بسببك ، ويخافون من الحياة مع الله ومن الطريق الروحي فلماذا هذا الإتلاف ؟ أعط الناس دروساً بفرحك علمهم أن أولاد الله فرحون ، لأنهم وجدوا الله وعرفوه وعاشروه إنهم فرحون بملكوت الله داخلهم ، فرحون بعمل الروح القدس فيهم فرحون بخروجهم من أسر إبليس وتخلصهم من خطايا عديدة فرحون بالحياة الجديدة بالحديث مع الله ، والتأمل في الإلهيات فرحون بانطلاق أرواحهم من سلطان الجسد والمادة فرحون لأنهم صار تحت قيادة الله المباشرة وتحت رعايته ، وقد ذاقوا ونظروا ما أطيب الرب ، واختبروا جمال الحياة معه وهم فرحون أيضاً لأنهم قد لبسوا ثوباً جديداً من الرب ، بل قد لبسوا المسيح ( غل 3 : 27 )هذه هي أسابا الفرح بالرب التي نبشركم بها أن وضعت كل هذا في ذهنك فستفرح بالرب أما إن ملكت الخوف من المستقبل والخوف من الخطية ، والخوف من السقوط ، فهذا دليل علي أنك نسيت عمل الله معك وعمل فيه ، وبشراه لخلاصك وأعرف هذا إذن إن كل قلق وخوف واضطراب ويأس ، هو من عمل الشيطان هذا هو أسلوبه ، يريد أن يزعجك ويخفيك ، لكي تتسلم له وتترك جهادك الروحي ، وتفشل فلا تسمع له فنحن لا نجهل أفكاره ( 2كو 2: 11) أما ثمار الروح فهي فرح وسلام لذلك لما بشر الملائكة بميلاد المسيح قالوا "علي الأرض السلام ، وفي الناس المسرة "فلتكن المسرة إذن في قلوب الناس ، ولنعش في حياة الفرح الدائم ، نفرح بالرب كل حين ، شاكرين في كل حين ، علي كل شئ ( أف 5 : 20 ) . أرجو لكم :- أرجو لكم سنة سعيدة مباركة ثابتة في الرب ، تكونون فرحين فيها ، مملؤين من الرجاء والبهجة ، شاعرين بعمل الله فيكم ، وعمل الله لأجلكم ,وشاعرين أن قوة الله تظللكم ، وأن يده فوق أيديكم ، تمسك بأيديكم ، تمسك بأيديكم ، وتعمل به ، وتقود خطواتكم إليه وبهذه الروح تستقبلون العام الجديد ، وأنتم لستم وحدكم ، وإنما الله معكم ، مصلين أن يكون عامنا الجيد عاماً سعيداً مباركاً وفي نفس :- نحن نعلم أنه حسبما نكون ، هكذا يكون عامنا كثير من أحداثه وأخباره وتاريخه ، هي من ضعفنا نحن بإمكننا بنعمة الله العاملة فينا أن نملأ هذا العام خيراً وبراً فيكون كذلك أن حياتنا في أيدينا ليست مفروضة علينا نحن نصنعها بحرية الإرادة الموهوبة لنا من الله ، لنسير في الطريق التي نشاء فهكذا ترك لنا الحرية التي نقرر بها مصيرنا وماذا عن عمله الإلهي إذن في هذا العام ؟ إن نعمته مستعدة أن تعمل معنا الأعاجيب ، أن استسلمنا لعملها فينا ، ولم نقاوم الروح القدس الذي يريد لنا الخير الله يريد لنا الخير ، وبقي أن نريده نحن كذلك ، فتتحد مشيئتنا مع مشيئة الله الصالحة حينئذ تصير حياتنا كلنا خيراً حتي أن صادفتنا عقبات أو تجارب أو ضيقات ، تكون كلها للخير أيضاً لسنا محتاجين في حياتنا الروحية إلي من يتنبأ لنا كيف يكون عامنا الجديد إنما نحن محتاجون أن نفحص قلوبنا لنعرف قلوبنا هي مرآة المستقبل هي التي ترسم صورة مستقبلنا القلب القوي النقي هو نبوءة عن مستقبل قوي نقي و القلب الضعيف هو نبوءة عن مستقبل ضعيف فلنصل إلي الله أن يعطينا قلوباً طاهرة وقلوباً صامدة ولنطلب إليه من أجل بلدنا وشعبنا ، ليكون هذا العام عاماً سعيداً ، مهما حاول عدو الخير أن يعرقل عمل النعمة فيه ليكن عاماً كله فرح وكل عام وجميعكم بخير قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كيف نبدأعاماً جديدا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنها بشري مفرحة للناس بشري بالخلاص من خطاياهم |
حقًا إنها بشري مفرحة للناس |
بشري مفرحة |
بشرى مفرحة-البابا شنودة الثالث |
بصرخ لك يارب |