جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت!
هذه النار هي نار حبّه، نار الروح القدس الذي وعدنا به بعد قيامته من بين الأموات والذي أضرم قلوب الرسل بالغيرة المقدسة فخرجوا إلى العالم يحملون بشراه السارة.
ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "أراد يسوع بهذا أن يقدَّم لنا تلميذًا مملوء حرارة ونارًا، مستعدًا لاحتمال كل خطر".
وهذه الاستعارة تدلُّ في نظره على عمل الروح المُطهِّر، وكما تحوّل النار كل ما تمسَّه، كذلك يحوّل الروح القدس إلى حياة إلهية كل ما يلمسه، وذلك تحقيقا لِما تنبأ به ملاخي النبي "يَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الَّذي تَلتَمِسونَه ...فمَنِ الَّذي يَحتَمِلُ يَومَ مَجيئه ومَنِ الَّذي يَقِفُ عِندَ ظهورِه؟ فإِنَّه مِثلُ نارِ السَّبَّاك. فيَجلِسُ سابِكاً ومُنَقِّياً الفِضَّة" (ملاخي 3: 1-3).