فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ
الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان
" ابنُ الإنسان " في الأصل اليوناني ὁ υἱὸς τοῦ ἀνθρώπου وهي ترجمة لعبارة عبرانية בֶּן־הָאָדָם أي ابن آدم) فتشير في أسفار العهد القديم إلى شخص الذي قد أُعطي سلطاناً أبدياً وملكوتاً لا ينقرض (دانيال 7: 13) وقد استعملت عبارة "ابن الإنسان" للدلالة على المسيح كما يأتي في يوم في يوم القضاء والانتصار (أخنوخ 46: 2 و3). وفي الأناجيل أستخدم يسوع المسيح هذه العبارة "ابن الإنسان" عن نفسه نحو ثمانية وسبعون مرة. ويستخدم يسوع هذا اللقب عن نفسه في أنجيل مرقس بصفته كرأس الجنس البشري وممثله (مرقس 2: 28)، ولذا فإن العبارة تدل على الإنسانية الحقّة. وتدل هذه العبارة في مواضع أخرى على أنه المسيح عندما يتنبأ بمجيئه الثاني وبمجده (متى 26: 64 ومرقس 14: 62) ودينونته لجميع البشر (متى 19: 28) وربما استخدم المسيح هذه العبارة كثيراً لأن فيها دلالة على أنه المسيح، وهي في نفس الوقت تصلح في الإشارة إلى حياته المتواضعة على الأرض كالإنسان الكامل.
ويُعلق الكاردينال شارل جورنيه " هذه الكلمة "ابن الإنسان" تعني أمرين في الوقت نفسه: سموّ الله، المُرسَل المتسامي من الله للتعبير لِتجلّي الخلاص العلنيّ للخلاص، وفي الوقت نفسه يعني الهشاشة، وضعف الرّب يسوع (ابن الإنسان) الذي اتّخذ طبيعتنا الإنسانيّة"(محاضرات أُلقِيَت في جنيف من 1972 إلى 1974 حول إنجيل القدّيس يوحنّا). ومما يستحق الملاحظة هو أن هذا التعبير "ابن الإنسان" لم يستخدم عن المسيح بعد القيامة سوى مرة واحدة (أعمال الرسل 7: 56). وقد وردت هذه العبارة في رؤيا للدلالة على المسيح القائم من الأموات والممجّد (رؤيا 1: 13 و14: 14).