وصل بولس إلى أورشليم. كان قد جاءها بتطلعات صباه ليتعلم فيها، وجاءها بعد اختباره الهزّة العنيفة التي اجتازها في الطريق إلى دمشق. وجاءها مع برنابا ليكسب حرية الكنيسة. واليوم جاءها للمرة الرابعة التي ثبت أنها الأخيرة. وكان ضيفًا على مَنَاسُونَ القبرصي (رَجُلٌ قُبْرُسِيٌّ).
وبدأ بزيارة يعقوب الرسول وشيوخ الإخوة. وحدثهم بما صنع الرب مع الأمم فمجدوا الله على كل ما سمعوه. ولكنهم ما كادوا يعبّرون عن هذا التمجيد حتى "كبوا ميّه باردة على رأسه"! فقد قالوا لفورهم: "يجب أن تكون على حذر، فالناس هنا قلقون لسماعهم بأنك تنادي بعدم حتمية الناموس، وتساوي بين الأمميين وبيننا لذلك يجدر بك أن تُسكت الألسنة، فاعمل بنصيحتنا، هنا أربعة رجال عليهم نذر، فخذهم جهارًا إلى الهيكل وتطّهر معهم، وانفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم، فيعلم الجميع أنك أنت أيضًا حافظ للناموس". فقبل مشورتهم لفوره وذلك على الرغم من أن قلبه كان يخفق نشوةً بانتصار ربه في كافة البقاع التي كرز فيها، ومن أنه اختبر مرارًا وتكرارًا قبول السيد المسيح للأمميين، وفرح هؤلاء الأمميين بالسيد المسيح!