|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة "العذراء المرضعة" والردّ على الهرطقة الدوسيتيّة: ++++++++++++++++++++++++++++++++ ما هي هرطقة الدوسيتيّة - Docetism؟ الدوسيتية كما جاءَت في اليونانية "Doketai - δοκεται"، من التعبير "dokesis - δοκεσις" والفعل "δοκέω - dokeō" والذي يعني "يبدو - to seem"، "يظهر"، "يُرى"، وتعني الخَياليّة Phantomism، وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول الميلادي، في عصر رسل المسيح وتلاميذه، وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيدًا عن الإعلان الإلهي، وخَلطَت بين الفكر الفلسفي اليوناني، الوثني، والمسيحية. وقد بَنَت أفكارها على أساس أن المادة شرّ، وعلى أساس التضادّ بين الروح وبين المادّة التي هي شر، في نظرها، ونادت بأن الخلاص يتمّ بالتحرّر من عبودية وقيود المادّة والعودة إلى الروح الخَالِص للروح السامي، وقالت أن الله، غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جداً عن العالم، ولمّا جاء المسيح الإله إلى العالم من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إلهٌ تامّ لم يأخذ جسداً حقيقياً من المادّة التي هي شرّ لكي لا يَفسُد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شِبه جسد، أي أن جسده كان مجرّد شَبح أو خيال أو مجرّد مَظهَر للجسد، بدا في شِبه جسد، ظهر في شبه جسد،، ظهر كإنسان، بدا كإنسان، وبالتالي ظهر للناس وكأنّه يأكٌل ويشرب ويتعب وينام ويتألم ويموت، لأنّ الطبيعة الإلهية بعيدة عن هذه الصفات البشرية. وقالوا بأن جسده وآلامه كانا كأنهما حقيقيان ولكنهما في الواقع كانا مجرّد شبه. ولم يكُن الدوسيتيين (أو الظاهريين) مجرّد جماعة واحدة بل عدّة جماعات، فقال بعضهم: 1 - أنّ الأيون Aeon، أي الإله، المسيح، جاء في شِبه جسد حقيقي (جسد خيالي). 2 - وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي أن المسيح في نظرهم كان روحاً إلهياً وليس إنساناً فيزيقياً. 3 - وقال غيرهم أنه اتخذ جسداً نفسياً Psychic، عقلياً، وليسَ مادياً. 4 - وقال البعض أنه اتخذ جسداً نَجمياً Sidereal. 5 - وقال آخرون أنه اتخذَ جسداً ولكنه لم يولد حقيقةً من امرأة. وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة، بل قالوا أنه بدا (ظهر) وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة مصلوباً كمجرّد رؤيا. وكان أول من استخدم تعبير الدوسيتية "Doketai - δοκεται" لوصف هؤلاء الهراطقة، هو سيرابيون أسقف إنطاكية (190 - 203م) في معرض حديثه عن إنجيل بطرس الأبوكريفي، المنحول والمزوّر، ويقول عنه وعنهم "لأننا حصلنا على هذا الإنجيل من أشخاصٍ درسوه دراسة وافيه قبلنا، أي من خلفاء أول من استعملوه الذين نُسمّيهم دوكِاتي "Doketai - δοκεται"، ( لأن معظم آرائهم تتصل بتعليم هذه العقيدة، فقد استطعنا قراءته ووجدنا فيه أشياء كثيرة تتفق مع تعاليم المخلّص الصحيحة، غير أنه أُضيف إلى تلك التعاليم إضافات أشرنا إليها عندكم". كما أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35 - 107)، وحذّر المؤمنين من أفكارهم الوثنية قائلاً: "إذا كان يسوع المسيح - كما زعم الملحدون الذين بلا إله - لم يتألم إلّا في الظاهر، وهم أنفسهم ليسوا سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا مكبّل بالحديد"، "وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص، تألم حقاً وقام حقاً، وآلامه لم تكن خيالًا، كما أدّعى بعض غير المؤمنين، الذين ليسوا سوى خيالات"، "لو أن ربنا صنع ما صنعه في الخيال لا غير لكانت قيودي أيضاً خيالاً". كما ذكرهم أيضا القديس أكليمندس الإسكندري مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية سنة 216م وذكر مؤسّسهم، كجماعة، في القرن الثاني بالقول أن شخصاً معينًا هو جولياس كاسيانوس (Julias Cassianus) مؤسس الخيالية (الظاهرية)، ويصفهم العلامة هيبوليتوس (استشهد سنة 235م) باعتبارهم فرقة غنوصيّة. وقال القديس ايرونيموس (المتوفى سنة 420م) عن بداية ظهور فكرهم بأسلوبٍ مجازي أنه "بينما كان الرسُل أحياء وكان دم المسيح لا يزال ساخناً في اليهودية، قيلَ أن جسده مجرّد خيال" |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|