|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنها لشهيرة هي حياة القديسة مريم المصرية المدونة في الكتاب الأول من سير الآباء. فهذه اذ كان عمرها أثنتي عشرة سنةً، هربت من بيت أهلها ومضت الى المدينة الاسكندرية حيث عاشت بسيرة هكذا قبيحة، حتى أنها صارت حجر عثرةٍ لجميع سكان المدينة. فبعد أن أستمرت على عمل القبائح مدة ست عشرة سنة، مضت الى أورشليم في زمن الأحتفال بعيد رفع الصليب المقدس. وتحركت لأن تدخل هي أيضاً الى الكنيسة بروح التفرج أحرى مما بروح العبادة، ولكن عندما دنت من باب المعبد الإلهي، شعرت بيدٍ غير منظورة كانت تردها غصباً الى الوراء كيلا تدخل داخلاً، واذ أمتحنت الأمر مرةً ثانيةً ثم ثالثةً ورابعةً، ومنعت بقوةٍ فائقة الطبيعة عن الدخول الى الكنيسة. فحينئذٍ قد أنفردت في ناحيةٍ من النرتكس، وعرفت الشقية ليس من دون أشراق النور الإلهي في عقلها، أن الله لأجل قبائح سيرتها قد كان يرذلها من كنيسته أيضاً، فلأجل حسن حظها قد رفعت عينيها حيث كانت، فرأت أمامها على الحائط أيقونة العذراء المجيدة، فأتجهت نحوها بدموع قائلةً: يا والدة الإله أرحمي هذه الخاطية المسكينة، فأنا ألاحظ أنه لأجل كثرة خطاياي لا أستحق أن تنظري اليَّ، ولكن أنتِ هي ملجأ الخطأة، فعينيني حباً بأبنكِ يسوع، وأجعليني أن أدخل الكنيسة، لأني أريد أن أغير سيرتي، وأمضي فأمارس أفعال التوبة حيثما تريدين: فحينئذٍ قد شعرت كأن البتول القديسة كانت تقول لها باطناً: أنه لأجل أنكِ التجأتِ اليَّ قاصدةً أن تتوبي عن مآثمكِ، فأنهضي وأدخلي الكنيسة لأن بابها عاد مفتوحاً لكِ: فقامت ودخلت بيت الرب وسجدت للصليب المقدس وبكت على خطاياها، ثم رجعت أمام الأيقونة قائلةً: يا سيدتي أوضحي لي أين أنفرد لعمل التوبة. اذ أني مستعدةٌ لأن أتمم ما ترسمينه عليَّ: فأجابتها العذراء الطوباوية بقولها: أذهبي الى جايز الاردن، وهناك تجدين مكان راحتكِ: فأنطلقت وأعترفت بخطاياها وتناولت القربان الأقدس وأجتازت نهر الاردن، ودخلت الى القفر الذي فهمت هي أنه فيه كان يلزمها أن تباشر أفعال التوبة. ففي مدة السبع عشرة سنة الأولى التي مكثت بها في ذلك القفر، قد أحتملت محارباتٍ شديدةً من التجارب الشيطانية، ولكن ماذا كانت تصنع هي حينئذٍ، أنها لم تكن تفعل شيئاً آخر سوى الألتجاء المتصل لوالدة الإله. وهذه الأم الرأوفة قد أستمدت لها من الله قوةً لأن تقاوم الأرواح الجهنمية في بحر تلك السنين وتنتصر عليها، وهكذا عند نهاية السبع عشرة سنة قد هدأت عنها التجارب، وأستمرت هي في ذلك القفر الى حد السنة السابعة والخمسين من أنفرادها فيه. فلما بلغت الى السنة السابعة والثمانين من حياتها. فبعنايةٍ إلهيةٍ قد وجدها هناك الأنبا القديس زوسيموس، الذي أخبرته هي بسيرة حياتها كلها، وتوسلت اليه بأن يأتيها في السنة المقبلة بالقربان الأقدس. كما تمم هو مطلوبها برجوعه اليها وبمناولته اياها السر المسجود له، ثم بعد ذلك تضرعت اليه بأن يزورها في السنة الأخرى أيضاً. الا أنه حينما رجع اليها في الميعاد قد رآها مائتةً، وكان جسدها محاطاً بأشعةٍ نورانيةٍ، ورأى مكتوبةً عند رأسها هذه الكلمات وهي: أدفن في هذا المكان جسدي أنا الخاطئة المسكينة وصلي من أجلي لدى الله. فقد دفنها عندما جاء اليه أسدٌ وحفر له الأرض، ثم رجع الى ديره وأخبر بعجائب الرحمة الإلهية التي صنعها الله مع هذه التائبة السعيدة.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم المصرية ج3 |
القديسة مريم المصرية ج1 |
ترنيمة مريم المصرية | القديسة البارة مريم القبطية |
القديسة مريم المصرية ! |
القديسة مريم المصرية |