لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه
على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار.
تشير عبارة "لِتَصيروا" الى برهان بنوَّتنا له لا سببها.
أمَّا عبارة "بني أَبيكُمُ" فتشير الى أننا أبناء الله عندما نشابهه في الرأفة وعمل الخير لجميع الناس وخاصة في محبة الجميع. نتثبِّت بنوتنا إن تمثلنا بالله في عمل المحبة للجميع لأننا لا نقدر ان نشابه الله في القوة ولا في الحكمة كما جاء في تعليم بولس الرسول "قَدَّرَ لَنا مُنذُ القِدَم أَن يَتَبنَّانا بِيَسوعَ المسيح على ما ارتَضَته مَشيئَتُه " (أفسس 5: 1)، لأنَّ غاية حياتنــا الروحيّة هي ان نصير شركاء له في الطبيعة الإلهيّة من خلال شركة الروح القدس فننعم بأبوّته لنا. وليست البنوّة الالهيّة واقعًا سننتظره في نهاية الأزمنة، بل إنّها تُعطى لنا يوم نُحبّ أعداءَنا حبُّا حقيقيًّا. والأخوة العالمية تصدر عن حقيقة الأبوة العالمية