[ فالكلمة قبل التجسد كان عند الله كائناً معه، ابناً في حضن أبيه، وبعد التجسد صار الآب عند الابن كائناً معه. لأن الابن المتجسد لم يُفارق الآب قط، ولم يُفارق الآب الابن، فجوهر الألوهة يجمعهما، ويجمعهما جوهر الحب المتبادل أيضاً وبالتساوي، والحب بعد التجسد صار من جهة الآب مُعلناً بالإرسالية، الآب أحب الابن وأرسله. أما من جهة الابن فاستُعلن فيه بالطاعة المطلقة للآب. طاعة مذعنة حتى إلى أداء الموت، ولكن لم تكن قط طاعة مَذلّه أو إذلالاً، بل طاعة رضا وارتضاء، طاعة حب واسترضاء، طاعة تُحيطها المسرة من كل جانب. طاعة قوتها العمل الجاد واحتمال المخاطر، وليست بمشاعر بشرية تتوقف عند الخطر: "ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه" ]