شعر الشيطان بخيبة أمل كبيرة بتحول موسى من مملكته إلى حظيرة المسيح، أو بالأحرى أن يعود موسى إلى الله الذي خرج منه أولًا، وعندما يترهب شاب تكون رهبنته بالنسبة لإبليس وكأنها تجرّد لقتاله لاسيّما أمام التقليد الكتابي والآبائي بأن الشياطين تسكن في الأماكن المقفرة(1). وبالتالي وكرد فعل مضاد يتجرّد الشيطان لقتاله، ولذلك فإن الشياطين تحارب في البراري بضراوة مقَارَنة بحربها في المدن. فما أن بدأ موسى في جهاداته حتى صار الشيطان يظهر له بشكل مرعب وكأنه يطالب بصديقه ومعاونه القديم، واختار أن يحاربه في عفته مدركًا أنه إذا استماله عن طريق الطهارة فلسوف يستعيده بجملته إلى صفوفه، إذ كان موسى خير معين للشيطان فيما سلف!!