|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التزم موسى بالإرشاد الروحي بدأ يرسخ في الحياة النسكية، وقد عاونه في ذلك كثيرًا، كل من القديسين مكاريوس الكبير وإيسيذورس القس، وجدير بالملاحظة هنا أنه على أي شاب يبحث عن حياة رهبانية حقيقية أن يعطي الأولوية في اختيار المكان للمرشد الروحي والهدوء (أي يطمئن إلى وجود هذين العاملين في الموضع الذي سيترهب فيه). هذا ويرد في مخطوط تفسير الباراديسوس (أي بستان الرهبان) ما يأتي: سأل أخوة شيخًا: لماذا ُيقاتل المتوحدون أولًا بالأفكار من الشياطين ثم بالتخويف والضرب كما جرى لذلك الرجل الذي حبس نفسه في القبر الذي أخبره عنه يوحنا النبي (الأسيوطى) أن الشياطين ضربوه ضربًا شديدًا. قال الشيخ: هذا هو طقس تدبير المتوحدين أنهم يتعبون أولًا في الأعمال الجسمانية ثم بحرب الأفكار ثم بالنظر الحسي والخوف والضرب، وحينئذ يصلون إلى نقاوة القلب وقوم آخرون يقاتلونهم الشياطين في أول خروجهم من العالم بالخوف والضرب وهذا يكون للذين تقلبوا في العالم في شرور كثيرة إذ يأتون من الابتداء بحرارة ونشاط في أعمال التوبة، ليعدموهم قوتهم الأولى، كما جرى لأنبا موسى الأسود وكما جرى لهذا الرجل الذي كان في القبور، لأنه لم يكن عرف شيئًا من حرب الأفكار إذ لم يكن ساكن أخوة في مجمع ولا عند إنسان يهديه، فمن أجل ذلك تجاسرت عليه الشياطين وضربوه، وتركه الله في أيديهم لسببين أحدهما لينادى بقوة الله والآخر لتعرف قوة التوبة وندامة النفس كم هي كريمة عند الله، إذ بصبره على عقوبة ثلاثة أيام ’رفع إلى الكمال وهزم شياطين كثيرة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس موسى مارَس الحياة النسكية بغيرة شديدة |
إننى عشت فى الحياة النسكية ستين سنة، |
الحياة النسكية في الصحراء |
الحياة النسكية كوسيلة للتربية الرهبانية |
الحياة النسكية والعالم الآتي |