”وأنبا موسى لم يكن قد بلغ حتى هذا الوقت إلى هذه الدرجة من الكمال، وقد اعترف بأنه رغم عدم اضطرابه من الخارج إلاّ أنه كان هناك نزاعٌ في قلبه واحتفظ بصمته ولم يغضب من الخارج، وحتى هذه كانت فضيلة روحية، ولو كان لم يغضب داخليًا أو خارجيًا لكان ذلك أكثر كمالًا“.
”والقديس نيلوس السينائي عمل مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتي المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث إنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة، أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: ’قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة لأن النفس تسكن في القلب والقلب في الصدر‘“.