قالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟
عبارة "غَبِيّ" في الأصل اليوناني لἌφρων (معناها بلا رأس أي أحمق، لامبالي) تشير إلى الجهل ونقصان الحكمة، حيث أنَّ الجاهل هو الذي ينكر وجود الله كما يؤكده صاحب المزامير "قالَ الجاهِلُ في قَلبه: لَيسَ إِله" (مزمور 14: 1)، وهو الذي ينكر الله عمليا، ويجعل اتكاله على المال لا على الله، ولم يُميّز الخيرات الحقيقية، بل يحكم على الأمور حسب ظاهرها؛ ولا يفطن أنَّ المال، مهما كان وافراً، لا يشفع فيه ولا ينقذه من الموت الذي يأتيه في ساعةٍ لا يتوقَّعُها. ولذلك وصفه الله بأنَّه إنسان غَبِيّ دون حكمة " لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ" (لوقا 12: 15).
يُحذِّر يسوع الغني، كي لا يضلِّ الطريق فيخسر حياته، لان ما يُروي عطشه ليس المال إنما محبّةّ الله. فمن له مال، ولا يفطن للمعوزين والجياع، هو أحمق. مَن يقدر أن يساعِد ولا يساعد هو غَبِيّ. أمَّا عبارة "في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ" فتشير إلى مناداة الله لهذا الرجل الغَنِيٌّ الغَبِيّ حيث يطلب روحه ليعطي حسابا عن نفسه، ويُعلِّق الأب غريغوريوس الكبير "تُطلب النفس بالليل، هذه التي سلكت في ظلمة قلبها، إذ لم ترد أن تسلك في نور التأمَّل".