كيف عاد القديس موسى الأسود إلى الله:
عندما سأل تلاميذ القديس باخوميوس معلمهم عن السبيل إلى إجراء المعجزات، فأجابهم بأن: "صنع المعجزات موهبة قد تسبب الكبرياء لصاحبها ما لم يكن معها اتضاع يحفظها، ولكنى أريكم طريقًا أفضل لصنع المعجزات وهو الآتي: إن علّمت بخيلًا فضيلة العطاء فقد شفيت يدًا مشلولة، وإن حولت غضوبًا إلى الوداعة فقد أخرجت شيطانًا، وإن أرشدت إنسانًا إلى طريق الخلاص فقد فتحت عيني أعمى، وإن أرجعت خاطئًا عن طريق ضلالته فقد أقمت ميتًا"!!
وهكذا كانت توبة موسى الأسود هي عودة إلى الله.. فلا شك أنه كان فيه شيء صالح.. كان هاتف الخير يهتف في داخله بين آن وآخر.. فلم يكن شريرًا بطبعه، ومن المؤكد أنه لم يولد مجرمًا!! وهو يذكّرنا باللص اليمين والذي لم يكن شريرًا بجملته بدليل أنه عاد وتأثر بالرب المصلوب، في حين جدّف اللص الآخر ورفض الإيمان، ويمكننا بالتالي القول بأن البرّ الذي في موسى ظهر عندما أراد، مثل اللص اليمين: كلاهما كان فتيلة مدخنة فنفخ فيها الرب بروحه القدوس فاشتعلت وصار كل من موسى ومن شابهه في طريقة حياته الأولى مُلهمًا لكثيرين ممن استجابوا لصوت الله وأشرق في قلوبهم النور الإلهي.