اعتزم يسوع أن يقهر إِبليس لا بالجبروت (تحويل الحجارة خبزًا)، وإنما بالتواضع ملتجأ الى كلمة الله.
ومن لا يتغذّى بكلمة الله لا يحيا. أراد إِبليس أن يجذب المسيح للاهتمام بالماديات فحوَّل المسيح الماديات إلى الروحانيات.
ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "أننا نغلب الشيطان لا بعمل المعجزات، وإنما بالاحتمال وطول الأناة، فلا نفعل شيئًا بقصد المباهاة والمجد الباطل".
أن المسيح يُشبع الجموع بمعجزة ولا يعمل معجزة لأجل نفسه بالرغم انه كان جائعا. فالمسيح لا يريد أن ينحصر في ذاته بل هو يسلم بكل ما يريده للآب، هو لا يريد أن يستخدم مشيئته بعيداً عن مشيئة الله. وبهذا انتزع سلاح الشيطان الذي يقوم على استخدام مشيئة الإنسان بعيداً عن مشيئة الله كما أعلن يسوع يوما امام الجمع "فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني." (يوحنا 6: 38).