الصحوة الروحية والعودة لحرية أبناء الله:
عاود أنطونيو الشعور بالندم على ترك الإيمان الذي سكّنته الأيام تسكيناً خادعاً، وغيّر الألم موقفه تغيُّراً جذرياً، فقد قرَّر أن يعود للإيمان بالمسيح، رغم أن ذلك يعني الموت المُحقق.
وبالتدبير الحسن، وَجد كاهناً دومنيكانياً آخر، اعترف له بخطيئته، وفي يوم أحد الشعانين من عام 1460م، أقرّ بذنبه داخل كنيسة وأمام جميع إخوته، وأعلن توبته، فقبله أبناء الكنيسة وتم إعادة قيده في رهبنته.
بعد أن أتم مصالحته الخاصة مع المسيح ومع جسد المسيح الي هو الكنيسة، أراد أن تكون عودته للإيمان بالمسيح علنية على مستوى المجتمع كما كان إنكاره علنياً، وسنحت له الفرصة أثناء مرور موكب الوالي ودخوله إلى قصره، حيث تجمع أهل السُلطة وكذلك العوام لأداء التحية. عندها صعد أنطونيو على درجات سُلَّم قصر الحكم، مُرتدياً زيّه الرهباني، وأقرّ بإيمانه بلاهوت المسيح وتعاليمه وفدائه للبشرية على الصليب، وقيامته من بين الأموات.
عندها شعر الوالي بالحرج والغضب، وحكم فوراً برجمه حتى الموت، وهذا ما تم في حينه، إلى أن فاضت روح أنطونيو واستشهد على اسم المسيح. كام ذلك يوم 10 إبريل 1460م، الذي وافق تذكار خميس العهد في تلك السنة.