حتمية الموت هو واقع مشترك لجميع الناس كما صرّح الملك داود يوم وفاته "أَنا ذاهِبٌ في طَريقِ أَهلِ الأَرضَ كُلِّهم" (1 ملوك 2: 2). فيُشكل الموت نهاية لحياة كل انسان، لان الإنسان من التراب وإليه يعود كما قال الرب لآدم بعد خطيئته "لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود "(تكوين 3: 19). ولكن لا يُمكن حصر الموت في مجرد ظاهرة طبيعية، خالية من المعنى. وفي الواقع، لم يصدر حكم الموت ضد البشر، إلا بعد خطيئة آدم، أبينا الأول "وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا " (تكوين 2: 17)، فلقد خلق الإنسان، لعدم الفساد، والموت كما نختبره لم يدخل العالم إلا بحسد إبليس (حكمة 2: 23-24). فيحمل إذاً الموت سلطانه علينا قيمة الرمز: إنه يُعلن واقع الخطيئة في الحياة الدنيا.